منتديات طيور الجنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات طيور الجنة

منتديات طيور الجنة لاحلى اطفال العالم


3 مشترك

    وطن ٌ لا يبكي فيهـ ِ الرجال

    الأمل
    الأمل


    عدد الرسائل : 377
    sms : كيف أنــــــــاديك عمري والعمر فاني
    انت غير الناس عندي
    ولك غلا ولا لك ثاني
    تاريخ التسجيل : 19/03/2010

    وطن ٌ لا يبكي فيهـ ِ الرجال Empty وطن ٌ لا يبكي فيهـ ِ الرجال

    مُساهمة من طرف الأمل الخميس يناير 27, 2011 3:58 am

    المقال منقول من منتدى آخر بلسان أحد الرجال


    نعم الرجال ..لا يبكون
    سمعتها أول مره حين كنت في الرابعة من العمر ، كنت أبكي متوسلاً أبي ان يأخذني معه إلى حيث يخرج ،وقف فوق رأسي وسأل: أأنت طفل أم رجل ؟ مسحت دموعي وقمتُ معتداً بنفسي وقلت :
    " لا! رجّال " قال إذاً لا تبكي ،الرجال لا يبكون!

    وسمعتها من أستاذ القراءة عندما كنت في الصف الثاني، يوم ضربني بالعصا خمساً مؤلمات ، لم يضربني لأني شقي، أو لأنني لم أحترمه .. لاوالله! فقط أخطأتُ في كلماتِ نشيدٍ ركيك يتحدث عن عصفورٍ يصحو مع الفجر .. حينها انتفضت شفتي ولمعت عيني الصغيره ببريقٍ اِستهجنه الأستاذ فصاح بي : خلك رجال !

    وسمعتها يومَ تعاركتُ مع خالد من أجل كرةٍ تافهه ، كنا ثلة من الصغار نمشي في قريتنا العتيقة ، وقعت عيناي على الكرة اللعينه ، انطلقت وانطلق خالد .. كان يكبرني عمراً وجسماً ، أمسكتُ بها قبله وصرخت : حقتي ! دار النقاش ثم العراك ، وحين فتك بي وبكيت ، هتف الصغار حولي ضاحكين : "صاح صاح !" يومها قالت لي أمي : لماذا تبكي ، البكاء للحريم !



    كبرتْ ، وكبر هذا المبدأ معي ، كنت أتمثلهُ جيداً في غمرة انكساراتي ! لم أؤمن به حقاً ، لكن كنت مظطراً لتطبيقه في بلدٍ تطبق كثيراً مما لا تؤمن به !
    كبرتْ ، ولم أبكِ قط ! ليس هذا لأن أقداري كانت سعيدة ً دوماً .. أبداً! ، كانت أقداري في كثيرٍ من الأوقات تدفعني للبكاء ، وكنت أمتنع !
    في بلدٍ صحراويٍ كبلدي - يُغفر فيه الحرام ولا يُغفر العيب - كنت أعرف أن هذه الدموع خلقها الله لتخرج ، لكن .. يجب أن تُمثّل جيداً ككل شعب الصحراء البارعين !
    سجنتُ دموعي جيداً ، سجنتها كسجانٍ يجيد تنفيد الأوامر مع يقينه التامّ أنّ من في السجن لايستحقون كل هذا الأسر.
    كنت ككل أبناء جلدتي، أنبذ البكاء وأحرمه على نفسي ، لكني في أحسن الأحوال .. لم أقل لصغيرٍ صاح بجواري ،أو باكٍ منهار، أو صديقٍ مفارقٍ مكلوم : الدمع للرجال !
    تركت الباكين المتمردين يتسندون ظهري ، تركتهم يجدون فيني ملاذا ً ـ كنت أواسي كل حزين .. وأنا الذي لم أخبر بحزني احد !

    نكبر ، وتتراكم الرزايا ، والدمع الذي يجيد غسل الحزن حيّدته تماماً .. كنتُ رجلاً حقيقياً في مقاييس بلدي !
    وليس جديداً أن تستفزني المصائب كي أهرع للدموع ، فتجدني صابراً محتسباً ، تأتي وتمضي ..تراودني عن البكاء فأنتصر !
    وللحق ، لم يكن انتصاري ساحقاً ، كان شبيهاً بالحروب بين الدول العظمى ، لا بد من الخسائر الفادحه حتى للطرف الذي حسم المعركة !
    هذه الحروب مع الحزن ، أكسبتني جسماً نحيلا ً .. وهيئةً تبدو أكبر من سني .. وسمرةً كالحه .. وملامح لا يجيدُ أحداً قرائتها ..
    ..ليس غريباً إذاً ، أن يسألني أحدهم وقد غبتُ عنه طويلا ً : ماذا اعتراك ؟

    الاسبوع المنصرم لم يكن نمطياً ، كان سيئاً ، كان فظيعاً يخلو قلبه من الرحمة .. سوادهُ كالح .. وأنيابهُ حادة .. غرس فيني ألف آه .
    دفنتُ أخي كآلةٍ لا مشاعر لها، واريتهُ الثرى بعينٍ تجيد المكابرة ، تلقيتُ العزاء وتمتماتُ الحشد تشي بالإعجاب : يا له من رجل !
    فقدتْ أختي جنينها الذي انتظرتهُ سبعة أعوام، مارستُ الركض لاهثاً بين أسياب المستشفى وأنا الذي مازالت يداي متسخة ً بتراب أخي ..
    وحين أخبروني أن أمي باتت بحاجةٍ ماسه لقسطرة القلب ، وقّعتُ أوراقاً لم أقرأها، وقعتها وانا ألعن الحزن وأقول لا .. الرجال لا يبكون ..لا .. لن تخرجي أيتها الحبيسة.. لن أبكي!
    كنتُ مثقلا ً بالوجع حين كانت مجالسُ الأقاربِ تتحدث عن رجلٍ منهم صبور ،وقف للدنيا كما يقف الجبابرة ، يا لفخر العائلة !

    يجب أن لا تبكي ولا تحزن، قم واترك الأحزن للصغار الذين فقدوا ألعابهم، للنساء اللواتي يبكين أحبابهنّ، أنت رجل! خلفك صغارٌ سيموتون جوعاً في بيتٍ هجرته أمك للمستشفى، وأختٌ كانت ستحل محلها لولا مصيبتها هي الأخرى.
    أدفع عربتي في "سوق العثيم" ،أجمعُ من المعلبات ما ليس بحاجةٍ للطبخ، أنتقي من الأصناف ماكان سهل التقديم، الأطفال يجب أن لا يقتربوا من فرن الغاز، أنت الرجل المسؤول عنهم!
    مررتُ على الأجبان فأخذت كثيراً، كذلك فعلت مع التونه القشطة الزيتون، رأيتُ الفاصولياء التي يحب إخوتي وتجاوزتها عمداً، هي بحاجةٍ للزيت والملح والنار .. لا .. ليس بعد الآن !
    وحين توقفتُ عند مناديل جُمعت في صندوقٍ واحد، ابتعتها ، ليس لأنها تحمل تخفيضا ً مغرياً .. لم أفكر بذلك إطلاقاً ، لم انظر حتى للسعر المكتوب .. كنت أفكر بدموع أختي حين تخرج ، ستحتاج منها الكثير!

    أجر عربتي المثقلة بشتى المشتريات ، أدفعها وأئن مرتين ، مرة ً لثقلها ومرة ً لستُ أدري لماذا !
    ولأن الأرض ملساء تحتي ، ولأني أسيرُ وفي بالي ألف همٍ يشغلني عن اختيار خطواتي الصحيحة .. زلت قدمي ..رأيت المكان مقلوباً في الهواء ..وسقطت !
    سقطتُ أرضا ً ، والعربة هي الأخرى سقطت وانهمر ما فيها ، بعض العلب وقعت علي ، بعضها تدحرج نحو أقدام المشترين ، وكثيرها أحدث جلبة ً واضحةً جذبت أنظار الزبائن !
    كنت في حالةٍ أشبه بالهذيان ، عيون الغرباء تفترسني ، حاجاتي متناثرة ـ مرفق يدي أكاد لا أستطيع تحريكه ، شعرت أني سيء الحظ جداً ..
    مر حزني كاشحاً في تلك اللحظة .. مر كوحشٍ كاسر .. مر يحملُ صورة أخي و اختي وأمي و ضعفي، مر كل شيءٍ كشاشة عرض ، كان يضربني الحزن ضربته القاضية!
    انهزمتْ..سقطت عبره .. أخرياتٌ لحقتها ، رحت أبكي ..رحت أضرب الأرض بقبضة يدي وأبكي .. كنتُ أمسك شعر رأسي وكأنني أقول للعالم كله : لماذا .. لماذا كل هذا يحدث لي وحدي ..
    اندفع بعض الرجال حولي .. جاء الباعة وجمعوا العلب .. واساني البعض الآخر .. كانت أعينهم تتعجب ولسان حالهم يقول : كل هذا من أجل سقوط!

    كنت أريد أن أقف فيهم وأقول لا .. أنا حزين أنا متعبٌ جداً !
    كنت أريد أن أقول الى الجحيم هذه العلب، و ألم السقوط ليس ما يبكيني ، وخجلي من سقوطي آخر سببٍ لدموعي !
    أردت أن أقول لهم أن أخاً لي مات بالأمس وأماً لا أدري ماهو مصيرها وأختاً حزينه وأطفال لا أعرف التصرف معهم بانتظاري ..
    أردت أن أقول أن هذا ما تراكم على قلبي أعواماً طويله ..أردتُ أن أصرخ ملء فمي لأرتاح .. أردت أن أقول أكثر ..
    لكن لا أحد سيصغي .. لن يفهمني أحد .. سينظرون لي كأي شخص ٍ بكى ولم يعد رجلا ً بما يكفي !

    أعدت محفظتي والهاتف لجيبي ..أخرجتُ عقالي تحت المعلبات المنتثرة فوقه ، وضعت غترتي على كتفي ، لبستُ حذائي البعيدة .. وخرجتُ وكل الشفاه خلفي كانت باسمه !
    سيعود الرجال ليثرثروا مع زوجاتهم الجميلات فوق الأسرة الوثيرة ، وستذهبُ العجائز لتقص خبري على أولادهن ، وسيخبر الباعة ذويهم عني ..
    سيقصون جميعهم مشهداً مضحكاً ..سوف يحكون عن رجلٍ سخيفٍ شاهدوه في سوق العثيم ..فرع البديعه .. في تمام العاشرة صباحاً ..كان يبكي بكاء الأطفال .. لأنه لم يمسك عربته جيدا
    اسيرة الصمت
    اسيرة الصمت


    عدد الرسائل : 3648
    الموقع : فلسطين
    sms : سنعيش صقورا طائرين
    و سنموت اسودا شامخين
    و كلنا للوطن
    و كلنا "فلسطينيين"


    تاريخ التسجيل : 24/06/2010

    وطن ٌ لا يبكي فيهـ ِ الرجال Empty رد: وطن ٌ لا يبكي فيهـ ِ الرجال

    مُساهمة من طرف اسيرة الصمت الخميس يناير 27, 2011 5:31 am

    مشكورة ولك خالص احترامي
    الأمل
    الأمل


    عدد الرسائل : 377
    sms : كيف أنــــــــاديك عمري والعمر فاني
    انت غير الناس عندي
    ولك غلا ولا لك ثاني
    تاريخ التسجيل : 19/03/2010

    وطن ٌ لا يبكي فيهـ ِ الرجال Empty رد: وطن ٌ لا يبكي فيهـ ِ الرجال

    مُساهمة من طرف الأمل الجمعة يناير 28, 2011 4:18 am

    تسلمين أسيرة الصمت ع المرور
    الله ينور دربك بالايمان يا اخيه
    avatar
    fola


    عدد الرسائل : 7
    sms : <!--- MySMS By AlBa7ar Semauae.com --><form method="POST" action="--WEBBOT-SELF--"> <!--webbot bot="SaveResults" u-file="fpweb:///_private/form_results.csv" s-format="TEXT/CSV" s-label-fields="TRUE" --><fieldset style="padding: 2; width:208; height:104"> <legend><b>My SMS</b></legend> <marquee onmouseover="this.stop()" onmouseout="this.start()" direction="up" scrolldelay="2" scrollamount="1" style="text-align: center; font-family: Tahoma; " height="78"ارسل رسالة sms</marquee></fieldset></form><!--- MySMS By AlBa7ar Semauae.com -->
    تاريخ التسجيل : 25/01/2010

    وطن ٌ لا يبكي فيهـ ِ الرجال Empty رد: وطن ٌ لا يبكي فيهـ ِ الرجال

    مُساهمة من طرف fola الجمعة يناير 28, 2011 5:25 am

    شكراااااااااااااااااااااااالك
    اسيرة الصمت
    اسيرة الصمت


    عدد الرسائل : 3648
    الموقع : فلسطين
    sms : سنعيش صقورا طائرين
    و سنموت اسودا شامخين
    و كلنا للوطن
    و كلنا "فلسطينيين"


    تاريخ التسجيل : 24/06/2010

    وطن ٌ لا يبكي فيهـ ِ الرجال Empty رد: وطن ٌ لا يبكي فيهـ ِ الرجال

    مُساهمة من طرف اسيرة الصمت الجمعة يناير 28, 2011 1:10 pm

    مشكورة حبيبتي

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 02, 2024 7:12 am