يحكى أنه كان هناك مجموعة من القنافذ
تعاني البرد الشديد
( مؤكد هي قنافذ كندية الجنسية )
فاقتربت من بعضها وتلاصقت طمعا في شيء من الدفء
لكن أشواكها المدببة آذتها , فابتعدت عن بعضها
فأوجعها البردالشديد
فاحتارت ما بين ألم الشوك بالتلاصق
وعذاب البرد
فوجدت في النهاية أن الحل الأمثل
هو التقارب المدروس
بحيث يتحقق الدفء والأمان
مع أقل قدر من الألم ووخز الأشواك
فاقتربت لكنها لم تقترب الاقتراب المؤلم
وابتعدت لكنها لم تبتعد الابتعاد
الذي يحطم أمنها وراحتها
لابد أنكم قرأتم مثلي
الرسالة التي وصلتنا من تلك القنافذ
رسالة معنوية لا الكترونية
ونحن أيضا قنافذ بشرية
لكن الله عز وجل أنعم علينا بجلد ناعم
ورحمنا من الأشواك المدببة
ومع هذا يؤلمنا التقارب غير المدروس
حتى لو كان الطقس ربيعيا
كل واحد منا بحاجة الى دفء انساني
بحاجة الى أشخاص يقتربون منه
فيستمد من هذا الاقتراب الحب والحنان والأمان
والأنس والمشاركة والتعاون والدعم
لكن المبالغة في هذا الاقتراب
تشعره بالضيق
بالاختناق
بعدم الحرية
فيبتعدهو أو يبعدهم هم
فيجد نفسه بحال لايقل سوءاعن حاله الاول
وحيدا كئيبا
متعثرا في درب الحياة
فيعود اليهم بعلاقة متوازنة
بحيث يفتح نافذة للتنفس والحرية
ويغلق نافذة الانطواء والتغريد خارج السرب
والشخص الذكي
هو الذي يعي ويتقن تحديد هذه المسافة
بينه وبين الآخرين
ويحقق التوازن بين الاقتراب والابتعاد
وهذا التوازن هو صمام الأمان
وأي خلل أو تعرّج في هذه المسافة
يحجب اشعاعات التواصل السليم بينه وبينهم
الى هنا لا مشكلة
أظن أننا جميعا نتقبل الفكرة
لكن المشكلة تكمن في ذاك الأخدود العميق
الذي يفصل بين الفكرة وتطبيقها
فنحن نكون في ذروة الاحساس
بأهمية هذه المساحة الحرّة بيننا وبين الاخرين
عندما يتعلق الامر بنا شخصيا
أما عندما يتعلق بالغير
فتتناقص عندنا درجة الاحساس بها
لذا يجب أن نكون أكثر وعيا واحساسا
تجاه الاخرين ومساحاتهم المحظورة
وهنا الأمرلا يتعلق بالغرباء والأصدقاء
قدر ما يتعلق بالأقرباء
ولعل الحب الشديد الذي يكنه الوالدان لأبنائهما
هو أحد المطبّات في هذا الخطأ
حين يسلكا أحدهما أو كلاهما
طريق السيطرة وفرض الرأي
والتدخل اللا محدود والاختيار لهم بدلا عنهم
كل ذلك بدافع غريزي
شكله بنّاء وجوهره هدّام
حيث تتجه النية والأمنية الى خلق انسان ناجح
لكن النتيجة تأتي عكسية
فيغدو هذا الانسان اتكاليا أو ضعيفا
أو مسلوب الارادة أو مهزوز الشخصية
الزوج الذي يسيطر على زوجته
أو يفرض عليها طوقا من الحصار النفسي
فيتدخل في كل صغيرة وكبيرة
ولايترك لها هذه المساحة المقدسة
والزوجة التي ترى أنها امتلكت هذا الرجل
بمجرد أن تزوجته
تلاحقه دوما بأساليبها وطرقهاالمختلفة
كلاهما في هذه الحالة سيحفر حفرة لجهنم
داخل بيت الزوجية وسيبدأ الدمارالنفسي
بقمع الأحلام وطرد السعادة المرجوة
والأخوّة والقرابة والصداقة والزمالة
وعلاقات الجوار وكل العلاقات الانسانية
تحتاج كي تكون ناجحة الى التطلع الدائم
الى قدسية هذه المسافة وأهميتها واحترامها
والا ارتفع جدار الخلاف عاليا
وأقيمت مسافات من البغض والكراهية
في عالم البشر
عندما كنا صغارا
اعتدنا على سؤال يأتينا في كل امتحان :
( املأ الفراغات التالية )
وفي بيوتنا ان كان هناك مساحة فارغة
سارعنا الى إشغالها بقطعة أثاث
أو تحفة أو أصيص زرع
ولعل أجمل ما قرأت عن الفراغات
وعلق بذاكرتي كخيوط العنكبوت :
هو أن الفراغات التي بين أصابعك
موجودة لأن هناك شخص آخر يمكنه أن يملأها
إلا هذه الفراغات
إلا هذه الفراغات
لاتشغلوها ، ففيها تتفتّح مسامات الحرية الفردية
مما اعجبني
تعاني البرد الشديد
( مؤكد هي قنافذ كندية الجنسية )
فاقتربت من بعضها وتلاصقت طمعا في شيء من الدفء
لكن أشواكها المدببة آذتها , فابتعدت عن بعضها
فأوجعها البردالشديد
فاحتارت ما بين ألم الشوك بالتلاصق
وعذاب البرد
فوجدت في النهاية أن الحل الأمثل
هو التقارب المدروس
بحيث يتحقق الدفء والأمان
مع أقل قدر من الألم ووخز الأشواك
فاقتربت لكنها لم تقترب الاقتراب المؤلم
وابتعدت لكنها لم تبتعد الابتعاد
الذي يحطم أمنها وراحتها
لابد أنكم قرأتم مثلي
الرسالة التي وصلتنا من تلك القنافذ
رسالة معنوية لا الكترونية
ونحن أيضا قنافذ بشرية
لكن الله عز وجل أنعم علينا بجلد ناعم
ورحمنا من الأشواك المدببة
ومع هذا يؤلمنا التقارب غير المدروس
حتى لو كان الطقس ربيعيا
كل واحد منا بحاجة الى دفء انساني
بحاجة الى أشخاص يقتربون منه
فيستمد من هذا الاقتراب الحب والحنان والأمان
والأنس والمشاركة والتعاون والدعم
لكن المبالغة في هذا الاقتراب
تشعره بالضيق
بالاختناق
بعدم الحرية
فيبتعدهو أو يبعدهم هم
فيجد نفسه بحال لايقل سوءاعن حاله الاول
وحيدا كئيبا
متعثرا في درب الحياة
فيعود اليهم بعلاقة متوازنة
بحيث يفتح نافذة للتنفس والحرية
ويغلق نافذة الانطواء والتغريد خارج السرب
والشخص الذكي
هو الذي يعي ويتقن تحديد هذه المسافة
بينه وبين الآخرين
ويحقق التوازن بين الاقتراب والابتعاد
وهذا التوازن هو صمام الأمان
وأي خلل أو تعرّج في هذه المسافة
يحجب اشعاعات التواصل السليم بينه وبينهم
الى هنا لا مشكلة
أظن أننا جميعا نتقبل الفكرة
لكن المشكلة تكمن في ذاك الأخدود العميق
الذي يفصل بين الفكرة وتطبيقها
فنحن نكون في ذروة الاحساس
بأهمية هذه المساحة الحرّة بيننا وبين الاخرين
عندما يتعلق الامر بنا شخصيا
أما عندما يتعلق بالغير
فتتناقص عندنا درجة الاحساس بها
لذا يجب أن نكون أكثر وعيا واحساسا
تجاه الاخرين ومساحاتهم المحظورة
وهنا الأمرلا يتعلق بالغرباء والأصدقاء
قدر ما يتعلق بالأقرباء
ولعل الحب الشديد الذي يكنه الوالدان لأبنائهما
هو أحد المطبّات في هذا الخطأ
حين يسلكا أحدهما أو كلاهما
طريق السيطرة وفرض الرأي
والتدخل اللا محدود والاختيار لهم بدلا عنهم
كل ذلك بدافع غريزي
شكله بنّاء وجوهره هدّام
حيث تتجه النية والأمنية الى خلق انسان ناجح
لكن النتيجة تأتي عكسية
فيغدو هذا الانسان اتكاليا أو ضعيفا
أو مسلوب الارادة أو مهزوز الشخصية
الزوج الذي يسيطر على زوجته
أو يفرض عليها طوقا من الحصار النفسي
فيتدخل في كل صغيرة وكبيرة
ولايترك لها هذه المساحة المقدسة
والزوجة التي ترى أنها امتلكت هذا الرجل
بمجرد أن تزوجته
تلاحقه دوما بأساليبها وطرقهاالمختلفة
كلاهما في هذه الحالة سيحفر حفرة لجهنم
داخل بيت الزوجية وسيبدأ الدمارالنفسي
بقمع الأحلام وطرد السعادة المرجوة
والأخوّة والقرابة والصداقة والزمالة
وعلاقات الجوار وكل العلاقات الانسانية
تحتاج كي تكون ناجحة الى التطلع الدائم
الى قدسية هذه المسافة وأهميتها واحترامها
والا ارتفع جدار الخلاف عاليا
وأقيمت مسافات من البغض والكراهية
في عالم البشر
عندما كنا صغارا
اعتدنا على سؤال يأتينا في كل امتحان :
( املأ الفراغات التالية )
وفي بيوتنا ان كان هناك مساحة فارغة
سارعنا الى إشغالها بقطعة أثاث
أو تحفة أو أصيص زرع
ولعل أجمل ما قرأت عن الفراغات
وعلق بذاكرتي كخيوط العنكبوت :
هو أن الفراغات التي بين أصابعك
موجودة لأن هناك شخص آخر يمكنه أن يملأها
إلا هذه الفراغات
إلا هذه الفراغات
لاتشغلوها ، ففيها تتفتّح مسامات الحرية الفردية
مما اعجبني