جاءت عائشة إلى أبيها ابي بكر الصديق رضي الله عنه، وهو على فراش الموت.. فأنشدت هذا البيت :
لِعمرك ما يُغني الثـراء عن الفتى ::: إذ حشرجت يوماً وضاق بها الصـدرُ
فنظر إليها ثم قـال.. لا يا عـائشة.. ولكن قولي(وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد)
ثم قال: إني قد كنت وهبتك حائطا وإن في نفسي منه شيئاً.. فرديه إلى الميراث، قالت: نعم، فرددته،..
ثم قال: أمـا إنا منذ وليـنا أمر المسلمين لم نأكل لهم ديناراً ولا درهما وإنما أكلنا من جريش طعامهم في بطوننا، ولبسنا من خشن ثيابهم على ظهورنا، وليس عندنا من مال المسلمين قليل ولا كثير.. إلا هذا العبد الحبشي وهذا البعير الناضح وجرد هذه القطيفة
فإذا مت فابعثي بهن إلى عمر.. وإبرائي منهن، ففعلت،
فلما جـاء الرسول عمر بكى حتى جعلت دموعه تسيل في الأرض وجعل يقول: رحم الله أبا بكر لقد أتعب من بعده!
رحم الله أبا بكر لقد أتعب من بعده.