هل أنا حسود
الحسد هو تمني زوال النعمة من الغير وليس الإعجاب بالنعمة وإن كان الإعجاب بالنعمة هو طريق وباب للحسد فأنت تعجب بالنعمة ثم تتمنى أن يكون لديك مثلها ثم قد ترى أنه لا يستحقها أصلا وليس لديه المؤهلات لكي يحوزها أو أنك أولى بها منه.
ولو قرأت تعريف الحسد قد تستغربه كيف يتمنى إنسان زوال النعمة من الغير وأن تصير إليه ولكن ذلك التسلسل العملي الذي ذكرته والذي يسول الشيطان والنفس للإنسان المقارنة بينه وبين الآخرين ويقول "يعني هما أحسن مني في إيه"
الحاسد في الغالب يكون عاجزا ولذلك قال الله عزوجل "ومن شر حاسد إذا حسد" فشره عندما يحسد ويفعل وأيضا في الحديث "العين حق"
فهو عاجز عن تحقيق مراده وهو زوال النعمة من المحسود فلوتمكن فسوف ينتقل إلى الظلم وأول مثال لذلك "فبعزتك لأغوينهم أجمعين" فهو يسعى طوال عمره إلى زوال النعمة نعمة التكريم ونعمة الرضوان عن أبناء آدم.
فالحسد ظلم نفسي وهو بداية الظلم الفعلي إذا تمكن فسيتحول حسده إلى عمل وسعي لزوال هذه النعمة وقبل ذلك ينسى نعمة الله ويفقد الرضى ويتسخط دوما على قضاء الله وقدره. فيتحول في لحظة تمكنه ولو جزئيا إلى ظالم ومخرب ومفسد .ويرى أن غيره يأخذ أكثر مما يستحق وأنه يستحق أكثر مما يأخذ فيكون محبطا وليس فاعلا.
فالذي يفرح بنعم الله على الآخرين يتعاون معهم ويحبهم .
أما أعمال الآخرة فليس يقع مؤمن في الحسد فيها لأن تمني زوالها هو بغض لأهل الطاعة وتمني الوقوع في المعصية لهم وهو حب لما يبغطه الله وليس من صفات المؤمنين ولذلك فيها الغبطة وهي تمني نفس المنزلة أو أعلى أو التنافس فيها.
ولكن تمني وقوع الناس في المعاصي وزوال الطاعة عنهم فهو من جنس حسد إبليس أو ابن آدم الظالم ويقع فيه كثير من العصاة بدلا من أن يغبطوا أهل الطاعة ويتمنوا أن يكونوا مثلهم تراهم يبغضونهم ويتمنون أن يقعوا في المعاصي مثلهم.
بل وقد يحسد المريض الأصحاء ويتمنى أن يصابوا بما أصيب به مع علمه أنه لا يرجى شفاؤه فيحسد الأصحاء. وأمثال ذلك كثير في الصفات الخلقية أيضا.
لهذا وضعت هذا العنوان "هل أنا حسود" لأن الإنسان يمكن أن يحسد من أشخاص غير قاصدين ولكن التأمل والتماشي مع الخواطر السيئة البعيدة عن الله يؤدي إلى تحولها إلى حسد.
ثم تصير إلى عادة ويتحول الإنسان إلى إنسان ناقم ويرى أنه يستحق الكثير وأن من حوله يحصلون على ما لا يستحقون
"ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض"
فعندما ترى أن غيرك لا يستحق ما به من نعم فقد اعترضت على الحكمة بل وقبل ذلك فقد أعطيت النعم الدنيوية أكبر من حجمها والتي هي وسيلة وأداة للوصول للهدف "الجنة" وقد تصل إلى الهدف بغيرها.
فلابد من التركيز على الوصلة والمواءمة التي بين القلب واللسان سواء في الحسد أو في الدعاء فلو قلت لإنسان "ربنا يبارك لك" قد يكون هذا القول باللسان فقط ولا يكون القلب موافقا لذلك بل قد يكون القلب يتمنى ضد ذلك.
فالمطلوب التدقيق في التفاعلات النفسية التي تصاحب النظرة إلى نعم الآخرين واستبدال الدعاء بها وأن يكون ذلك قلبيا قبل أن يكون باللسان وألا يكون ذلك عادة لسانية فقط مثل أن تقول "ما شاء الله لاقوة إلا بالله" والقلب ساه غافل.
وأن تستحضر أن النعم بحول الله وقوته ومشيئته وليس بفعل الفاعل وكسب المكتسب ومعرفة عظمة حكمة الله في ذلك وتدعو له بالبركة وأن تعلم قيمة البركة وأن تعلم أن الملائكة تؤمن على دعائك له وأن ذلك يكون جالبا للبركة لك أيضا.
بالعودة للسؤال "هل أنا حسود؟" فهي لحظة ذهنية تفصل بين الإنسان وبين أن يقع في معصية الحسد أو غيرها فالحسود شخص يداوم على الحسد والحسد ليس صفة خلقية يولد بها الإنسان بل هو خلٌق أي ليس هذا الإنسان مثلا مولودا "عينه صفراء" بل هو خلق مثل أي خلق فكلنا قد نقع في هذا الخلق السيء والمعصية ونحن مكلفون أن نتجنبها على الدوام فلو تصورنا أنها صفة يولد بها الإنسان فقد نظن أنفسنا بعيدين عنها وأن البشر منقسمون بين حسود ومن لايتصف بذلك بل كلنا قد نقع في ذلك من حيث ندري أو من حيث.......ندري.
فهو ذنب وله آلية يتفاعل بها ويجب علينا أن نركز في اللحظة التي تخطر فيها هذه الخواطر وأن نصرف أنفسنا عنها بالأذكار والدعاء بالبركة.
أما "تمني مثل ما عند الغير مع الدعاء له بالبركة" ليس بالحسد فأمور الدنيا إما أن يستخدمها صاحبها في طاعة الله - أو يكون طائعا لله فيها- أو في معصية الله والمتمني يدور مع هذين الحالين كما في الحديث :
مثل هذه الأمة كمثل أربعة نفر :
رجل آتاه الله مالا وعلما فهو يعمل بعلمه في ماله ينفقه في حقه
ورجل آتاه الله علما ولم يؤته مالا وهو يقول لو كان لي مثل هذا عملت فيه بمثل الذي يعمل
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :فهما في الأجر سواء
ورجل آتاه الله مالا ولم يؤته علما فهو يخبط في ماله ينفقه في غير حقه
ورجل لم يؤته الله علما ولا مالا وهو يقول لو كان لي مثل هذا عملت فيه مثل الذي يعمل
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فهما في الوزر سواء.
بل وبعض أمور الدنيا يكون التمني فيها من باب الاقتداء وهو ممدوح مثل أن يتمنى الإنسان أن يحصل على شهادة مثل فلان أو يكون له من العلم الدنيوي مثل فلان وهذا أيضا في الغالب يكون وسيلة لطاعة فأمور الدنيا تقاس بمدى استعمالها في الوصول للجنة وفي هذه الحالة تكون الوسائل لها حكم الغايات وفي الحديث السابق لم يذم الرجل الذي تمنى أن يكون له مثل مال فلان بل أجر مثل أجره
الحسد هو تمني زوال النعمة من الغير وليس الإعجاب بالنعمة وإن كان الإعجاب بالنعمة هو طريق وباب للحسد فأنت تعجب بالنعمة ثم تتمنى أن يكون لديك مثلها ثم قد ترى أنه لا يستحقها أصلا وليس لديه المؤهلات لكي يحوزها أو أنك أولى بها منه.
ولو قرأت تعريف الحسد قد تستغربه كيف يتمنى إنسان زوال النعمة من الغير وأن تصير إليه ولكن ذلك التسلسل العملي الذي ذكرته والذي يسول الشيطان والنفس للإنسان المقارنة بينه وبين الآخرين ويقول "يعني هما أحسن مني في إيه"
الحاسد في الغالب يكون عاجزا ولذلك قال الله عزوجل "ومن شر حاسد إذا حسد" فشره عندما يحسد ويفعل وأيضا في الحديث "العين حق"
فهو عاجز عن تحقيق مراده وهو زوال النعمة من المحسود فلوتمكن فسوف ينتقل إلى الظلم وأول مثال لذلك "فبعزتك لأغوينهم أجمعين" فهو يسعى طوال عمره إلى زوال النعمة نعمة التكريم ونعمة الرضوان عن أبناء آدم.
فالحسد ظلم نفسي وهو بداية الظلم الفعلي إذا تمكن فسيتحول حسده إلى عمل وسعي لزوال هذه النعمة وقبل ذلك ينسى نعمة الله ويفقد الرضى ويتسخط دوما على قضاء الله وقدره. فيتحول في لحظة تمكنه ولو جزئيا إلى ظالم ومخرب ومفسد .ويرى أن غيره يأخذ أكثر مما يستحق وأنه يستحق أكثر مما يأخذ فيكون محبطا وليس فاعلا.
فالذي يفرح بنعم الله على الآخرين يتعاون معهم ويحبهم .
أما أعمال الآخرة فليس يقع مؤمن في الحسد فيها لأن تمني زوالها هو بغض لأهل الطاعة وتمني الوقوع في المعصية لهم وهو حب لما يبغطه الله وليس من صفات المؤمنين ولذلك فيها الغبطة وهي تمني نفس المنزلة أو أعلى أو التنافس فيها.
ولكن تمني وقوع الناس في المعاصي وزوال الطاعة عنهم فهو من جنس حسد إبليس أو ابن آدم الظالم ويقع فيه كثير من العصاة بدلا من أن يغبطوا أهل الطاعة ويتمنوا أن يكونوا مثلهم تراهم يبغضونهم ويتمنون أن يقعوا في المعاصي مثلهم.
بل وقد يحسد المريض الأصحاء ويتمنى أن يصابوا بما أصيب به مع علمه أنه لا يرجى شفاؤه فيحسد الأصحاء. وأمثال ذلك كثير في الصفات الخلقية أيضا.
لهذا وضعت هذا العنوان "هل أنا حسود" لأن الإنسان يمكن أن يحسد من أشخاص غير قاصدين ولكن التأمل والتماشي مع الخواطر السيئة البعيدة عن الله يؤدي إلى تحولها إلى حسد.
ثم تصير إلى عادة ويتحول الإنسان إلى إنسان ناقم ويرى أنه يستحق الكثير وأن من حوله يحصلون على ما لا يستحقون
"ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض"
فعندما ترى أن غيرك لا يستحق ما به من نعم فقد اعترضت على الحكمة بل وقبل ذلك فقد أعطيت النعم الدنيوية أكبر من حجمها والتي هي وسيلة وأداة للوصول للهدف "الجنة" وقد تصل إلى الهدف بغيرها.
فلابد من التركيز على الوصلة والمواءمة التي بين القلب واللسان سواء في الحسد أو في الدعاء فلو قلت لإنسان "ربنا يبارك لك" قد يكون هذا القول باللسان فقط ولا يكون القلب موافقا لذلك بل قد يكون القلب يتمنى ضد ذلك.
فالمطلوب التدقيق في التفاعلات النفسية التي تصاحب النظرة إلى نعم الآخرين واستبدال الدعاء بها وأن يكون ذلك قلبيا قبل أن يكون باللسان وألا يكون ذلك عادة لسانية فقط مثل أن تقول "ما شاء الله لاقوة إلا بالله" والقلب ساه غافل.
وأن تستحضر أن النعم بحول الله وقوته ومشيئته وليس بفعل الفاعل وكسب المكتسب ومعرفة عظمة حكمة الله في ذلك وتدعو له بالبركة وأن تعلم قيمة البركة وأن تعلم أن الملائكة تؤمن على دعائك له وأن ذلك يكون جالبا للبركة لك أيضا.
بالعودة للسؤال "هل أنا حسود؟" فهي لحظة ذهنية تفصل بين الإنسان وبين أن يقع في معصية الحسد أو غيرها فالحسود شخص يداوم على الحسد والحسد ليس صفة خلقية يولد بها الإنسان بل هو خلٌق أي ليس هذا الإنسان مثلا مولودا "عينه صفراء" بل هو خلق مثل أي خلق فكلنا قد نقع في هذا الخلق السيء والمعصية ونحن مكلفون أن نتجنبها على الدوام فلو تصورنا أنها صفة يولد بها الإنسان فقد نظن أنفسنا بعيدين عنها وأن البشر منقسمون بين حسود ومن لايتصف بذلك بل كلنا قد نقع في ذلك من حيث ندري أو من حيث.......ندري.
فهو ذنب وله آلية يتفاعل بها ويجب علينا أن نركز في اللحظة التي تخطر فيها هذه الخواطر وأن نصرف أنفسنا عنها بالأذكار والدعاء بالبركة.
أما "تمني مثل ما عند الغير مع الدعاء له بالبركة" ليس بالحسد فأمور الدنيا إما أن يستخدمها صاحبها في طاعة الله - أو يكون طائعا لله فيها- أو في معصية الله والمتمني يدور مع هذين الحالين كما في الحديث :
مثل هذه الأمة كمثل أربعة نفر :
رجل آتاه الله مالا وعلما فهو يعمل بعلمه في ماله ينفقه في حقه
ورجل آتاه الله علما ولم يؤته مالا وهو يقول لو كان لي مثل هذا عملت فيه بمثل الذي يعمل
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :فهما في الأجر سواء
ورجل آتاه الله مالا ولم يؤته علما فهو يخبط في ماله ينفقه في غير حقه
ورجل لم يؤته الله علما ولا مالا وهو يقول لو كان لي مثل هذا عملت فيه مثل الذي يعمل
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فهما في الوزر سواء.
بل وبعض أمور الدنيا يكون التمني فيها من باب الاقتداء وهو ممدوح مثل أن يتمنى الإنسان أن يحصل على شهادة مثل فلان أو يكون له من العلم الدنيوي مثل فلان وهذا أيضا في الغالب يكون وسيلة لطاعة فأمور الدنيا تقاس بمدى استعمالها في الوصول للجنة وفي هذه الحالة تكون الوسائل لها حكم الغايات وفي الحديث السابق لم يذم الرجل الذي تمنى أن يكون له مثل مال فلان بل أجر مثل أجره