شهر رمضان خير شهور العام. فيه تتنزل الرحمات، وتصفد الشياطين، وتفتح أبواب الرحمة والمغفرة والعتق من النيران. شهر أنزل الله فيه القرآن، وميَّزه عن سائر شهور العام، بالركن الرابع من أركان الإسلام، فمن صامه إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه.
تبرز في رمضان مواصفات المسلم. هو شهر الصبر، والمسلم صابر. وهو شهر العفو والمغفرة، والمسلم يعفو ويغفر رغبة فيما عند مولاه جل جلاله. هو شهر الطاعة، والمسلم مطيع لربه، عامل بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم. هو شهر النظام في المأكل والمشرب و التحكم في الشهوات، والمسلم كذلك منظم في حياته كلها، فصلاته لها وقت ونومه له وقت و قيامه له وقت. حياته كلها محكومة بشعائر وممارسات الدين.
الدين الإسلامي دين يحكم عبادات المسلم كما يحكم معاملاته. هذا يلزم المسلم بأن يراجع دينه في كل عمل ينوي أن يفعله، وليس بالضرورة في عباداته فقط. فإن أراد الاستثمار، فهو يراجع الحلال والحرام فيه. وإن أراد السفر، فهو كذلك يبحث عما يسلكه شرعاً وما يقبل وما لا يقبل. وإن أراد النكاح فلأحكام الدين المرجعية في ذلك كله. هو دين كامل شامل. دستوره القرآن الكريم الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
عندما نقارن هذا الشهر وما يمثله من أخلاقيات وسلوك وفضل بمرجعيته الأساس وهي دين الإسلام، لابد أن نطبق تعاليم الدين في العبادات وفي المعاملات ليجتمع لنا الفضل الوفير والأجر العظيم. ذلك أن القبول من العبد مبني على طاعته في شقي الحياة، العبادات والمعاملات. لن أفيض في مجال العبادات لأنها واضحة، ولأن هناك علماء راسخين بحكم التخصص ليس منهم محدثكم. ما سأورده هنا هو تأملات أراها وأعتقد أننا بحاجة لإعادة النظر فيها ليكون سلوكنا في رمضان منضبطاً وممثلاً لمعتقدنا الأصل وهو الإسلام.
العالم اليوم ينظر للمسلمين نظرة سلبية. السبب الذي نعلمه جميعاً هو المسلمون. المسلمون يسيئون تطبيق تعاليم الدين، خصوصاً في مجال المعاملات. هناك جزئيات خلافية بين العلماء، وقد يعذر من يقع في الخطأ نتيجة الخلاف بين العلماء الربانيين وسلف الأمة. إلا أن ما أكتب عنه اليوم لا خلاف فيه – حسب علمي.
أقول: المسلم يلتزم النظام. ويطبق القانون الذي يحكم علاقات المجتمع. لكننا نلاحظ أن الكثيرين يمعنون في كسر الأنظمة في رمضان. أولها إهمال واجبات الوظيفة بعذر الصوم. لم يكن الصوم عذراً أبداً عندما يأتي الأمر إلى أداء واجبات الوظيفة، بل إن الواجب على المسلم أن يتقن العمل، وهو في رمضان أوجب. التأخر عن الحضور، ورفض أداء الأعمال ليس من الدين في شيء، والأسوأ أن يحدث هذا في رمضان، ومن موظفين مسؤولين عن خدمة الناس وتسهيل أمور حياتهم.
التجاوزات المرورية أمر لا يقره الدين، ولكننا للأسف نقع ضحيتها في رمضان. السرعة وتعجل الوصول ظاهرتان يلاحظ انتشارهما، ولهذا ظهرت رسائل ومنشورات في البلاك بيري تدعو للمسلمين أن يسلموا من عيون "ساهر".
من أسوأ مظاهر مخالفة الأنظمة التي لا يقبل بها الشرع الوقوف الخاطئ الذي يكدس السيارات في الشوارع، ويدل على عدم مراعاة شعور إخواننا المسلمين. يصبح هذا السلوك أكثر فجاجة عندما يحدث عند المساجد. الكثير من المصلين ينتظرون لأكثر من ربع ساعة ليتمكنوا من الخروج من مواقف بعض المساجد. هذا والله سلوك يسيء للدين.
الخلق الحسن أساس من أسس الدين، فقد وعد الرسول صلى الله عليه وسلم من ترك المراء ولو كان محقاً ببيت في وسط الجنة. إن التوقف عن الجدال والصراخ ومحاولة إثبات الرأي، سلوك إسلامي نفتقده في حياتنا العامة. ينتشر الجدل أكثر في رمضان عندما يتعذر الكثير من الناس بالصيام.
حسن الخلق اسم جامع يشمل البعد عن إيذاء الناس، النصح بأدب، احترام الكبير ورحمة الصغير، الإيثار على الذات، استخدام الألفاظ المهذبة في الحديث، احترام الآخر رجلاً أو امرأة أو طفلاً، التيسير، الابتسام في وجه الناس، النظر لما هو إيجابي بدل البحث عن السلبيات. والبعد عن الغرور والاعتداد بالذات.
العناية بالجار خلق إسلامي. هذا الخلق نفتقده كثيراً هذه الأيام. العناية بالجار وتقديره والبعد عن أذيته وزيارته والحرص على مصالحه، من أخلاق الإسلام. ففي سنن ابن ماجة عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه". كانت العناية بالجار أساسا مهما في ثقافتنا، افتقدناه مع التحول الحضاري المذهل الذي تعيشه بلادنا. إن اختلاف المكان أو فرق السن لا يبرران حالة العزلة التي يعيشها المجتمع. من المؤسف أن الكثير من الناس لا يعرفون أسماء جيرانهم، ولا يجمعهم أي نشاط أو اجتماع. بل إن بعض الناس يرى أن هذا أمر إيجابي، وهو أمر مؤسف لأنه يرى النصف الفارغ من الكأس.
هذا بعض من كثير نراه هذه الأيام. إن رمضان فرصة حقيقية لأن نعود إلى أصول الخلق الإسلامي في مجالات السلوك الحسن والتعامل الإيجابي واحترام الشهر والعناية بكل من حولنا لنكون مسلمين فعلاً، ويكون إخواننا الذين يعيشون في الخارج سفراء حقيقيين لهذا الدين العظيم.
تبرز في رمضان مواصفات المسلم. هو شهر الصبر، والمسلم صابر. وهو شهر العفو والمغفرة، والمسلم يعفو ويغفر رغبة فيما عند مولاه جل جلاله. هو شهر الطاعة، والمسلم مطيع لربه، عامل بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم. هو شهر النظام في المأكل والمشرب و التحكم في الشهوات، والمسلم كذلك منظم في حياته كلها، فصلاته لها وقت ونومه له وقت و قيامه له وقت. حياته كلها محكومة بشعائر وممارسات الدين.
الدين الإسلامي دين يحكم عبادات المسلم كما يحكم معاملاته. هذا يلزم المسلم بأن يراجع دينه في كل عمل ينوي أن يفعله، وليس بالضرورة في عباداته فقط. فإن أراد الاستثمار، فهو يراجع الحلال والحرام فيه. وإن أراد السفر، فهو كذلك يبحث عما يسلكه شرعاً وما يقبل وما لا يقبل. وإن أراد النكاح فلأحكام الدين المرجعية في ذلك كله. هو دين كامل شامل. دستوره القرآن الكريم الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
عندما نقارن هذا الشهر وما يمثله من أخلاقيات وسلوك وفضل بمرجعيته الأساس وهي دين الإسلام، لابد أن نطبق تعاليم الدين في العبادات وفي المعاملات ليجتمع لنا الفضل الوفير والأجر العظيم. ذلك أن القبول من العبد مبني على طاعته في شقي الحياة، العبادات والمعاملات. لن أفيض في مجال العبادات لأنها واضحة، ولأن هناك علماء راسخين بحكم التخصص ليس منهم محدثكم. ما سأورده هنا هو تأملات أراها وأعتقد أننا بحاجة لإعادة النظر فيها ليكون سلوكنا في رمضان منضبطاً وممثلاً لمعتقدنا الأصل وهو الإسلام.
العالم اليوم ينظر للمسلمين نظرة سلبية. السبب الذي نعلمه جميعاً هو المسلمون. المسلمون يسيئون تطبيق تعاليم الدين، خصوصاً في مجال المعاملات. هناك جزئيات خلافية بين العلماء، وقد يعذر من يقع في الخطأ نتيجة الخلاف بين العلماء الربانيين وسلف الأمة. إلا أن ما أكتب عنه اليوم لا خلاف فيه – حسب علمي.
أقول: المسلم يلتزم النظام. ويطبق القانون الذي يحكم علاقات المجتمع. لكننا نلاحظ أن الكثيرين يمعنون في كسر الأنظمة في رمضان. أولها إهمال واجبات الوظيفة بعذر الصوم. لم يكن الصوم عذراً أبداً عندما يأتي الأمر إلى أداء واجبات الوظيفة، بل إن الواجب على المسلم أن يتقن العمل، وهو في رمضان أوجب. التأخر عن الحضور، ورفض أداء الأعمال ليس من الدين في شيء، والأسوأ أن يحدث هذا في رمضان، ومن موظفين مسؤولين عن خدمة الناس وتسهيل أمور حياتهم.
التجاوزات المرورية أمر لا يقره الدين، ولكننا للأسف نقع ضحيتها في رمضان. السرعة وتعجل الوصول ظاهرتان يلاحظ انتشارهما، ولهذا ظهرت رسائل ومنشورات في البلاك بيري تدعو للمسلمين أن يسلموا من عيون "ساهر".
من أسوأ مظاهر مخالفة الأنظمة التي لا يقبل بها الشرع الوقوف الخاطئ الذي يكدس السيارات في الشوارع، ويدل على عدم مراعاة شعور إخواننا المسلمين. يصبح هذا السلوك أكثر فجاجة عندما يحدث عند المساجد. الكثير من المصلين ينتظرون لأكثر من ربع ساعة ليتمكنوا من الخروج من مواقف بعض المساجد. هذا والله سلوك يسيء للدين.
الخلق الحسن أساس من أسس الدين، فقد وعد الرسول صلى الله عليه وسلم من ترك المراء ولو كان محقاً ببيت في وسط الجنة. إن التوقف عن الجدال والصراخ ومحاولة إثبات الرأي، سلوك إسلامي نفتقده في حياتنا العامة. ينتشر الجدل أكثر في رمضان عندما يتعذر الكثير من الناس بالصيام.
حسن الخلق اسم جامع يشمل البعد عن إيذاء الناس، النصح بأدب، احترام الكبير ورحمة الصغير، الإيثار على الذات، استخدام الألفاظ المهذبة في الحديث، احترام الآخر رجلاً أو امرأة أو طفلاً، التيسير، الابتسام في وجه الناس، النظر لما هو إيجابي بدل البحث عن السلبيات. والبعد عن الغرور والاعتداد بالذات.
العناية بالجار خلق إسلامي. هذا الخلق نفتقده كثيراً هذه الأيام. العناية بالجار وتقديره والبعد عن أذيته وزيارته والحرص على مصالحه، من أخلاق الإسلام. ففي سنن ابن ماجة عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه". كانت العناية بالجار أساسا مهما في ثقافتنا، افتقدناه مع التحول الحضاري المذهل الذي تعيشه بلادنا. إن اختلاف المكان أو فرق السن لا يبرران حالة العزلة التي يعيشها المجتمع. من المؤسف أن الكثير من الناس لا يعرفون أسماء جيرانهم، ولا يجمعهم أي نشاط أو اجتماع. بل إن بعض الناس يرى أن هذا أمر إيجابي، وهو أمر مؤسف لأنه يرى النصف الفارغ من الكأس.
هذا بعض من كثير نراه هذه الأيام. إن رمضان فرصة حقيقية لأن نعود إلى أصول الخلق الإسلامي في مجالات السلوك الحسن والتعامل الإيجابي واحترام الشهر والعناية بكل من حولنا لنكون مسلمين فعلاً، ويكون إخواننا الذين يعيشون في الخارج سفراء حقيقيين لهذا الدين العظيم.