بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
مر ابراهيم بن اسحاق بسوق البصرة فاجتمع إليه الناس وقالوا له يا أبا إسحاق مالنا ندعوا فلا يستجاب لنا ؟
فقال: لأن قلوبكم ماتت بعشرة أشياء هي:
أولاً: عرفتم الله تعالى فلم تؤدوه حقه
ثانياً: زعمتم أنكم تحبون رسول الله صلى الله عليه وسلم وتركتم سنته
ثالثاً: قرأتم القرآن الكريم ولم تعملوا به
رابعاً: أكلتم نعمة الله تعالى ولم تؤدوا شكرها
خامساً: قلتم أن الشيطان عدوكم ووافقتموه
سادساً: قلتم أن الجنة حق ولم تعملوا لها
سابعاً: قلتم أن النار حق ولم تهربوا منها
ثامناً: قلتم أن الموت حق ولم تستعدوا له
تاسعاً: إذا انتبهتم من النوم اشتغلتم بعيوب الناس ونسيتم عيوبكم
عاشراً: دفنتم موتاكم ولم تعتبروا بهم
****************
ومن المشهور من الذنوب التي تحبس الدعاء :
ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . . .
فقد ورد عن المصطفى عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام :
{لتأمرنّ بالمعروف ولتنهنّ عن المنكر ، أو ليسلـّطـَن اللهُ شراركم على خياركم ، فيدعو خياركم فلا يـُستجاب لهم}
*******************
وكما لا بدّ مِن التوجـّه أثناء الدعاء . . .
فعن المصطفى ( عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام)
{لا يقبل اللهُ عزّ جلّ دعاء قلبٍ لاهٍ}
{اعلموا أنّ اللهَ لا يقبلُ دعاءً عن قلبٍ غافل}
وكما يجب الثقة بالله بأنـّه قادر على استجابة الدعاء . . .
كما أن الله يحب الإلحاح في الدعاء . . .
فعن المصطفى ( عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام )
{يقول اللهُ عزّ وجلّ : مـَن سألني وهو يعلم أنـّي أضر وأنفع أستجيبُ له}
{ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة}
{إنّ اللهَ يـُحبّ السائل اللحوح}
*******************
ومن المؤكـّد أنّ الطعام والملبس الحرام من موانع الاستجابة :
فعن المصطفى ( عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام )
{لمن قال له : اُحبُ أن يستجاب دعائي :
طهـّر مأكلك ولا تـُدخل بطنك الحرام }
وحتماً الكسب الحرام يحبس الدعاء . . !
فعن المصطفى ( عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام )
{أطب كسبك تـُستجـَب دعوتـُكَ ، فإنّ الرجلَ يرفعُ اللقمة إلى فيه حراماً ، فما تـُستجابُ دعوتهُ أربعين يوماً}
*************************
وكما أن الغفلة عن الله في الرخاء تمنع الاستجابة في الشدّة :
فعن المصطفى ( عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام )
{تعرّف إلى اللهِ في الرخاء يعرفكَ في الشدّة}
وطبعاً يجب أن يكون لله رضاً في الحاجة المدعوّة :
فعن المصطفى (عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام )
{مـَن تمنـّى شيئاً وهو لله عزّ جلّ رضاً لم يخرج مـِن الدنيا حتـّى يـُعطاه}
ولا بد مـِن العمل مع الدعاء . . .
فعن المصطفى ( عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام )
{الداعي بلا عملٍ كالرامي بلا وتر}
****************
كما يـُستحبُّالدعاء بصيغة الجمع . . .
فعن المصطفى ( عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام )
{إذا دعا أحدٌ فليـُعم فإنـّه أوجبُ للدعاءِ ، ومـَن قدّمَ أربعين رجلاً مـِن إخوانه قبل أن يدعو لنفسهِ استـُجيب له فيهم وفي نفسه}
كما يجب عدم استعجال الإجابة . . .
فعن المصطفى ( عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام )
{لا يزالُ الناس بخيرٍ ما لم يستعجلوا : قيل :
يا رسول الله وكيف يستعجلون ؟
قال : يقولون : دعونا فلم يـُستجب لنا }
ولا بد مـِن توافق الدعوة مع مصلحة العبد وصلاحه . . .
فعن المصطفى ( عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام )
{قال الله تبارك وتعالى : يا بن آدم ، أطعني فيما أمرتكَ ، ولا تـُعلـّمني ما يـُصلحكَ}
وكما أنّ الذنوب بشكلٍ عام من أهم أسباب حبس الدعاء . . .
فعن المصطفى ( عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام )
{ دعاء أطفال أمـّتي مستجابُ ما لم يقارفوا الذنوب}
ولا ننسى الآية الكريمة في شأن استجابة الدعاء :
{وإذا سألك عبادي عنـّي فإنـّي قريبُ أجيبُ دعوة الداعِ إذا دعانِ فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلـّهم يرشدون }
والتي تؤكـّد الاستجابةلأوامر الله فيما يدعونا إليه لكي يـُجيب لنا دعاءنا . . .
ومن المؤكـّد أيضاً أن حبس حقوق العباد وحقوق الله وتأخيرها مـِن أبرز عوامل حبس الدعاء . . .
أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه