السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــه
في معنى «الباءة» في حديث ابن مسعود رضي الله عنه
للشيخ الفاضل أبي عبد المعز محمد علي فركوس
السـؤال:
ف ي حديث ابن مسعود في الصحيحين قال صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: « يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ»(١) فما هي الباءة؟ وماذا قصد بها؟ أفيدونا بارك الله فيكم.
الجـواب:
ا لحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمَّا بعد:
فمعنى الباءة في اللغة: الجِماع مشتقَّة من المباءة وهي المنزِل، وأصله الموضع الذي يتبوَّؤه ويأوي إليه، ومنه مباءة الإبل وهي مواطنها، ثمَّ استعير لعقد الزواج؛ لأنَّ من تزوَّج المرأة بوّأها منزلاً(٢).
أمَّا الباءة في الحديث فقد اختلف العلماءُ في مرادها على قولين مشهورين يَصُبَّان في معنى واحد:
- القول الأول: راعى الجانب اللغوي وهو الجماع، فجاء تقديره للحديث على الوجه التالي:
«من استطاع منكم الجماع لقدرته على مؤن الزواج فليتزوج، ومن لم يستطع الجماع لعجزه عن مؤن الزواج فعليه بالصوم ليقطع شهوته، ويَحدَّ منيه، كما يقطعه رضّ الخصيتين وهو الوجاء».
-القول الثاني: راعى جانب أسباب الجماع ومؤن النكاح فسميت الباءة باسم ما يلازمها، فكان تقديره للحديث على ما يأتي: «من استطاع منكم على أسباب الجماع ومؤن النكاح المادية من المهر والنفقة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم لقطع شهوته»(٣).
وحمله على المعنى الثاني وهو القدرة على مؤن الزواج لا على الوطء(٤)
أصحُّ لسببين:
1) أنَّ الخطاب توجَّه للشباب القادر على الجماع؛ لأنّ الغالب فيهم وجود قوة الداعي إلى الوطء بخلاف الشيوخ، والغالب يقوم مقام الكلّ ولا عبرة بالنادر.
2) ولأنّ العاجز عن الجماع لا يحتاج إلى الصوم لقطع شهوته، فكان معنى الاستطاعة في الحديث القدرة على تكاليف الزواج ونفقته لا على القدرة على الوطء حملاً لكلام النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على التأسيس وهو أولى رتبةً من التأكيد.
ولا مانع من حمله على المعنى الأعمِّ بأن يُراد بالباءة القدرة على الوطء ومؤن التزويج على ما ذكره الحافظ ابن حجر -رحمه الله-(٥).
والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.
الجزائر في: 15 جمادى الأولى 1430ﻫ
الموافق ﻟ: 10 مايو 2009م
___________
١- أخرجه البخاري كتاب «الصوم»، باب الصوم لمن خاف على نفسه العزوبة: (1/456)، ومسلم كتاب «النكاح»: (1/630)، رقم: (1400)، من حديث ابن مسعود رضي الله عنه.
٢- انظر «النهاية» لابن الأثير: (1/160)، «غريب الحديث» لابن الجوزي: (1/89)، «فتح الباري» لابن حجر: (9/108).
٣- «شرح مسلم» للنووي: (9/173)، «فتح الباري» لابن حجر: (9/108).
٤- «مجموع الفتاوى» لابن تيمية: (32/6).
٥- «فتح الباري» لابن حجر: (9/109).
========
في معنى «الباءة» في حديث ابن مسعود رضي الله عنه
للشيخ الفاضل أبي عبد المعز محمد علي فركوس
السـؤال:
ف ي حديث ابن مسعود في الصحيحين قال صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: « يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ»(١) فما هي الباءة؟ وماذا قصد بها؟ أفيدونا بارك الله فيكم.
الجـواب:
ا لحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمَّا بعد:
فمعنى الباءة في اللغة: الجِماع مشتقَّة من المباءة وهي المنزِل، وأصله الموضع الذي يتبوَّؤه ويأوي إليه، ومنه مباءة الإبل وهي مواطنها، ثمَّ استعير لعقد الزواج؛ لأنَّ من تزوَّج المرأة بوّأها منزلاً(٢).
أمَّا الباءة في الحديث فقد اختلف العلماءُ في مرادها على قولين مشهورين يَصُبَّان في معنى واحد:
- القول الأول: راعى الجانب اللغوي وهو الجماع، فجاء تقديره للحديث على الوجه التالي:
«من استطاع منكم الجماع لقدرته على مؤن الزواج فليتزوج، ومن لم يستطع الجماع لعجزه عن مؤن الزواج فعليه بالصوم ليقطع شهوته، ويَحدَّ منيه، كما يقطعه رضّ الخصيتين وهو الوجاء».
-القول الثاني: راعى جانب أسباب الجماع ومؤن النكاح فسميت الباءة باسم ما يلازمها، فكان تقديره للحديث على ما يأتي: «من استطاع منكم على أسباب الجماع ومؤن النكاح المادية من المهر والنفقة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم لقطع شهوته»(٣).
وحمله على المعنى الثاني وهو القدرة على مؤن الزواج لا على الوطء(٤)
أصحُّ لسببين:
1) أنَّ الخطاب توجَّه للشباب القادر على الجماع؛ لأنّ الغالب فيهم وجود قوة الداعي إلى الوطء بخلاف الشيوخ، والغالب يقوم مقام الكلّ ولا عبرة بالنادر.
2) ولأنّ العاجز عن الجماع لا يحتاج إلى الصوم لقطع شهوته، فكان معنى الاستطاعة في الحديث القدرة على تكاليف الزواج ونفقته لا على القدرة على الوطء حملاً لكلام النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على التأسيس وهو أولى رتبةً من التأكيد.
ولا مانع من حمله على المعنى الأعمِّ بأن يُراد بالباءة القدرة على الوطء ومؤن التزويج على ما ذكره الحافظ ابن حجر -رحمه الله-(٥).
والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.
الجزائر في: 15 جمادى الأولى 1430ﻫ
الموافق ﻟ: 10 مايو 2009م
___________
١- أخرجه البخاري كتاب «الصوم»، باب الصوم لمن خاف على نفسه العزوبة: (1/456)، ومسلم كتاب «النكاح»: (1/630)، رقم: (1400)، من حديث ابن مسعود رضي الله عنه.
٢- انظر «النهاية» لابن الأثير: (1/160)، «غريب الحديث» لابن الجوزي: (1/89)، «فتح الباري» لابن حجر: (9/108).
٣- «شرح مسلم» للنووي: (9/173)، «فتح الباري» لابن حجر: (9/108).
٤- «مجموع الفتاوى» لابن تيمية: (32/6).
٥- «فتح الباري» لابن حجر: (9/109).
========
سائل يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) ما المقصود بالاستطاعة هنا؟ لأن حالتي المادية ميسورة ولله الحمد أفيدونا مأجورين وبارك الله فيكم؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: الحديث المذكور مخرج في الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. والمقصود بالباءة: القدرة على مؤن الزواج والقدرة على دفع المهر، والقدرة على النفقة للزوجة وتوفير الكسوة والسكن لها، و الباءة تشمل كذلك القدرة البدنية، وهي الشهوة والرغبة في الزواج وهكذا . والسائل يقول: إن حالته ميسورة، فإذا انضم إلى ذلك قدرته البدنية ، فإنه في هذه الحالة يقدم على الزواج؛ ما دام أنه عنده القدرة البدنية والقدرة المادية، والله الموفق.
للشيخ عبدالعزيز الراجحي
المصدر
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: الحديث المذكور مخرج في الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. والمقصود بالباءة: القدرة على مؤن الزواج والقدرة على دفع المهر، والقدرة على النفقة للزوجة وتوفير الكسوة والسكن لها، و الباءة تشمل كذلك القدرة البدنية، وهي الشهوة والرغبة في الزواج وهكذا . والسائل يقول: إن حالته ميسورة، فإذا انضم إلى ذلك قدرته البدنية ، فإنه في هذه الحالة يقدم على الزواج؛ ما دام أنه عنده القدرة البدنية والقدرة المادية، والله الموفق.
للشيخ عبدالعزيز الراجحي
المصدر
======
س: يقول: ما معنى الباءة في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب ؟
يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج التي هي مؤونة النكاح، من استطاع المهر وكذلك النفقة والسكنى، وكذلك ما يحتاج إليه هو وزوجته -إذا كان قادرا على ذلك فيبادر ويتزوج. وأما إذا كان فقيرا فإنه يصبر؛ لقول الله تعالى: وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ .
للشيخ ابن جبرين حفظه الله
المصدر
يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج التي هي مؤونة النكاح، من استطاع المهر وكذلك النفقة والسكنى، وكذلك ما يحتاج إليه هو وزوجته -إذا كان قادرا على ذلك فيبادر ويتزوج. وأما إذا كان فقيرا فإنه يصبر؛ لقول الله تعالى: وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ .
للشيخ ابن جبرين حفظه الله
المصدر
=====
ما هي الاستطاعة في حديث الحث على الزواج
ما المقصود بكلمة " من استطاع " في الحديث الذي حث فيه الرسول صلى الله عليه وسلم الشباب على الزواج ؟.
الحمد لله
ع ن ابن مسعود قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ ، مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ ، فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ ) .
رواه البخاري (5065) ومسلم (1400) .
وجاء : أي وقاية من الوقوع في الفاحشة .
وقد اختلف العلماء في معنى " الباءة " هنا على قولين ، فقال بعضهم : إنها القدرة على مؤن النكاح [أي : تكاليفه ونفقاته] ، وقال آخرون : إنها القدرة على الجماع ، ولا منافاة بينهما ، فيكون المعنى : من استطاع منكم الجماع لقدرته على مؤونته فليتزوج .
قال النووي :
وَاخْتَلَفَ الْعُلَمَاء فِي الْمُرَاد بِالْبَاءَةِ هُنَا عَلَى قَوْلَيْنِ يَرْجِعَانِ إِلَى مَعْنَى وَاحِد أَصَحّهمَا : أَنَّ الْمُرَاد مَعْنَاهَا اللُّغَوِيّ وَهُوَ الْجِمَاع , فَتَقْدِيره : مَنْ اِسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْجِمَاع لِقُدْرَتِهِ عَلَى مُؤَنه وَهِيَ مُؤَن النِّكَاح فَلْيَتَزَوَّجْ , وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ الْجِمَاع لِعَجْزِهِ عَنْ مُؤَنه فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ لِيَدْفَع شَهْوَته , وَيَقْطَع شَرّ مَنِيّه , كَمَا يَقْطَعهُ الْوِجَاء اهـ .
" شرح مسلم " ( 9 / 173 ) .
وقال ابن القيم :
وقوله " من استطاع منكم الباءة فليتزوج " : فسرت الباءة بالوطء ، وفسرت بمؤن النكاح ، ولا ينافي التفسير الأول إذ المعنى على هذا مؤن الباءة .
" روضة المحبين " ( ص 219 ) .
وقال شيخ الإسلام :
وَاسْتِطَاعَةُ النِّكَاحِ هُوَ الْقُدْرَةُ عَلَى الْمَئُونَةِ لَيْسَ هُوَ الْقُدْرَةُ عَلَى الْوَطْءِ , فَإِنَّ الْحَدِيثَ إنَّمَا هُوَ خِطَابٌ لِلْقَادِرِ عَلَى فِعْلِ الْوَطْءِ , وَلِهَذَا أُمِرَ مَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَصُومَ فَإِنَّهُ وِجَاءٌ اهـ الفتاوى الكبرى (3/134) .
منقول