من طرف عاشقة ديوووووووووووم الثلاثاء يوليو 30, 2013 9:50 amالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسفة ادا كنت أطلت عليكم في هذا الموضوع ولكنه حقأ يحتاج إلى شهور لنوفيه حقا
ليلة القدر خير من ألف شهر
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء
والمرسلين، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد..
فمن فضائل شهر رمضان، وجوائزه العظام: تضمنه لليلة القدر،
وهي ليلة شريفة القدر، ضاعف الله فيها ثواب العمل الصالح لهذه
الأمة مضاعفة كثيرة.
ِإنَّا َأنْزَْلنَاهُ فِي َليَْلةِ الَْقدْ ِ ر * وَمَا َأدْرَاكَ مَا َليَْلةُ : قال تعالى
الَْقدْ ِ ر * َليَْلةُ الَْقدْ ِ ر خَيْرٌ مِنْ َألْفِ شَهْ ٍ ر * تَنَزَّلُ الْمَلَائِ َ كةُ وَالرُّوحُ
فِيهَا ِبِإذْنِ رَبِّ ِ همْ مِنْ كُلِّ َأمْ ٍ ر * سََلامٌ هِيَ حَتَّى مَطَْل ِ ع الَْفجْ ِ ر
.[٥- [القدر: ١
شرح السورة
أي: القرآن، لأن القرآن نزل جملة ِإنَّا َأنْزَْلنَاهُ : قوله تعالى
واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا، ثم نزل مفص ً لا بحسب
قاله ابن عباس . الوقائع في ثلاث وعشرين سنة على رسول الله
وغيره.
قال ابن الجوزي: وفي تسميتها بليلة ، فِي َليَْلةِ الَْقدْ ِ ر : قوله
القدر خمسة أقوال:
أحدها: أﻧﻬا ليلة العظمة. يقال: لفلان قدر.
.[ الزمر: ٦٧ ] وَمَا َقدَرُوا اللَّهَ حَقَّ َقدِْ رهِ : قال الزهري. ويشهد له
٦ ليلة القدر خير من ألف شهر
والثاني: أنه الضيق. أي: هي ليلة تضيق فيها الأرض عن
وَمَنْ قُدِرَ : الملائكة الذين ينزلون. قاله الخليل بن أحمد، ويشهد له
.[ الطلاق: ٧ ] عََليْهِ ِ رزْقُهُ
والثالث: أن القدر الحكم، كأن الأشياء تقدر فيها، قاله ابن
قتيبة.
والرابع: أن من لم يكن له قدر صار بمراعاﺗﻬا ذا قدر. قاله أبو
بكر الوراق.
والخامس: لأنه نزل فيها كتاب ذو قدر، وينزل فيها رحمة ذات
.( قدر، وملائكة ذوو قدر، حكاه شيخنا علي بن عبيد الله ( ١
وذكر تعالى أن هذه الليلة ليلة مباركة تقدر فيها الآجال
ِإنَّا َأنْزَْلنَاهُ فِي : والأرزاق وحوادث العام، وذلك في قوله تعالى
َليَْلةٍ مُبَارَ َ كةٍ ِإنَّا ُ كنَّا مُنْذِ ِ رينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ َأمْ ٍ ر حَكِي ٍ م * َأمْرًا
مِنْ عِنْدِنَا ِإنَّا ُ كنَّا مُرْسِلِينَ * رَحْمًَة مِنْ رَبِّكَ ِإنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ
.[٦- الدخان: ٣ ] اْلعَلِيمُ
قال الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله: وصفها الله سبحانه بأﻧﻬا
مباركة؛ لكثرة خيرها وبركتها وفضلها.
ومن بركتها: أن هذا القرآن أنزل فيها.
ووصفها سبحانه بأنه يفرق فيها كل أمر حكيم، يعني يفصل
من اللوح المحفوظ إلى الكتبة ما هو كائن من أمر الله سبحانه في
.(٩٩ ،٩٨/ ١) التبصرة: ( ٢ )
ليلة القدر خير من ألف شهر ٧
تلك السنة من الأرزاق والآجال، والخير والشر، وغير ذلك من كل
أمر حكيم من أوامر الله المحكمة المتقنة، التي ليس فيها خلل، ولا
.( نقص، ولا سفه، ولا باطل( ١
شَهْرُ رَمَضَا َ ن : وليلة القدر من شهر رمضان كما قال تعالى
الَّذِي أُنْ ِ ز َ ل فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّا ِ س وَبَيِّنَاتٍ مِنَ اْلهُدَى وَاْلُفرَْقانِ
.[ [البقرة: ١٨٥
ثم قال تعالى معظمًا لشأن ليلة القدر التي اختصها بإنزال القرآن
فهذا على سبيل التعظيم ؛ وَمَا َأدْرَاكَ مَا َليَْلةُ الَْقدْ ِ ر : العظيم فيها
لها، والتشويق إلى خبرها.
. َليَْلةُ الَْقدْ ِ ر خَيْرٌ مِنْ َألْفِ شَهْ ٍ ر : ثم قال
قال مجاهد: قيامها والعمل فيها خير من قيام ألف شهر من هذا
الزمان، وصيامها ليس فيها ليلة القدر، وهذا قول قتادة والشافعي،
واختيار الفراء وابن قتيبة والزجاج.
وقال عمرو بن قيس الملائي: عمل فيها خير من عمل ألف
شهر.
قال ابن كثير: وهذا القول بأﻧﻬا أفضل من عبادة ألف شهر
ليس فيها ليلة القدر هو اختيار ابن جرير، وهو الصواب لا ما
عداه.
. تَنَزَّلُ الْمَلَائِ َ كةُ وَالرُّوحُ فِيهَا ِبِإذْنِ رَبِِّ همْ مِنْ كُلِّ َأمٍْ ر : قوله تعالى
.( ١) مجالس شهر رمضان: (ص ١٠٤ )
٨ ليلة القدر خير من ألف شهر
قال أبو هريرة: الملائكة ليلة القدر في الأرض أكثر من عدد
الحصى.
وهذا يدل على كثرة الرحمة والبركة في هذه الليلة، فإن الملائكة
ينزلون مع تنزل البركة والرحمة، كما يتنزلون عند تلاوة القرآن،
ويحيطون بحلق الذكر، ويضعون أجنحتهم لطالب العلم بصدق
تعظيمًا له.
فقيل: المراد به هاهنا جبريل عليه السلام، وَالرُّوحُ أما
فيكون من باب عطف الخاص على العام.
وقيل: هم ضرب من الملائكة.
قال ابن قتيبة: أي: بكل أمر. : مِنْ كُلِّ َأمْ ٍ ر قوله
قال المفسرون: ينزلون بكل أمر قضاه الله تعالى في تلك السنة
إلى قابل.
وفي معنى السلام قولان: سَلَامٌ هِيَ : قوله تعالى
أحدهما: أنه لا يحدث فيها داء، ولا يرسل فيها شيطان؛ قاله
مجاهد.
والثاني: أن معنى السلام الخير والبركة؛ قاله ابن قتيبة.
قال الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله: يعني أن ليلة القدر ليلة
سلام للمؤمنين من كل مخوف؛ لكثرة من يعتق فيها من النار،
ويسلم من عذاﺑﻬا.
يعني: أن ليلة القدر تنتهي بطلوع حَتَّى مَطَْل ِ ع الَْفجْ ِ ر : قوله
ليلة القدر خير من ألف شهر ٩
الفجر لانتهاء عمل الليل به.
فضائل ليلة القدر
اتضح من خلال شرح السورة ما تتضمنه هذه الليلة من
فضائل، وهي:
الذي ، ١ - إنزال القرآن فيها، وهو المعجزة الخالدة للنبي
أنزله الله تعالى هداية للعالمين، وحجة على المعاندين.
ِإنَّا : ٢ - أﻧﻬا ليلة كثيرة البركة والرحمة كما في قوله تعالى
. َأنْزَْلنَاهُ فِي َليَْلةٍ مُبَارَ َ كةٍ
٣ - إن هذه الليلة تقدر فيها الآجال والأرزاق وحوادث العام.
٤ - أن العبادة فيها خير من عبادة ألف شهر.
٥ - أن الملائكة تتنزل فيها، وهم لا ينزلون إلا بالخير والبركة
والرحمة والعتق من النار.
٦ - أﻧﻬا سلام من الآفات والعقوبات.
: ٧ - أن من قامها غفر له ما تقدم من ذنبه، كما قال النبي
« من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه »
(متفق عليه).
تحديد ليلة القدر
قال جمهور العلماء: هي في العشر الأواخر من رمضان،
١٠ ليلة القدر خير من ألف شهر
واختلفوا في أي ليالي العشر أرجى على أقوال كثيرة أشهرها:
١ - أﻧﻬا ليلة إحدى وعشرون، وإليه ذهب الشافعي رحمه الله.
٢ - أﻧﻬا ليلة ثلاث وعشرون، وهو قول كثير من الصحابة
والتابعين.
٣ - أﻧﻬا ليلة خمس وعشرون.
٤ - أﻧﻬا ليلة سبع وعشرون.
٥ - أﻧﻬا ليلة تسع وعشرون.
٦ - أﻧﻬا آخر ليلة من رمضان.
٧ - أﻧﻬا تنتقل في ليالي العشر الأواخر، وهو قول أبي قلابة
وغيره.
القول الأسلم
وأسلم الأقوال هو القول الأخير، وهو أن ليلة القدر في العشر
الأواخر من رمضان؛ وأﻧﻬا تنتقل في ليالي العشر، فمن قام ليالي
العشر كلها، وأحياها بالعبادة أصاب ليلة القدر يقينًا.
قال ابن كثير: (وروى عن أبي قلابة أنه قال: ليلة القدر تنتقل
في العشر الأواخر. وهذا نص عليه مالك والثوري وأحمد بن حنبل،
وإسحاق بن راهويه وأبو ثور، والمزني، وأبو بكر بن خزيمة
وغيرهم، وهو محكي عن الشافعي، نقله القاضي عنه، وهو الأشبه.
.(١)« والله أعلم
١) تفسير ابن كثير. )
ليلة القدر خير من ألف شهر ١١
وقال الحافظ ابن حجر في الفتح: (أرجح الأقوال أﻧﻬا في الوتر
.( من العشر الأخير، وأﻧﻬا تنتقل)( ١
ونظرًا لاختلاف المطالع والبلدان في تحديد بداية الصوم، فإﻧﻬا
تطلب في الأشفاع من العشر الأواخر كما تطلب في الأوتار، لأن
الليلة قد تكون وترًا في بلد، وتكون شفعًا في بلد آخر.
وكذلك الوتر له اعتباران: اعتبار بما مضى، واعتبار بما بقي،
فإذا كان الشهر تامًا، فالأوتار باعتبار ما بقي هي ليالي الشفع.
وقد ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية فقال: (ليلة القدر في
وتكون ، العشر الأواخر من شهر رمضان، هكذا صح عن النبي
في الوتر منها.
لكن الوتر يكون باعتبار الماضي، فتطلب ليلة إحدى وعشرين،
وليلة ثلاث وعشرين، وليلة خمس وعشرين، وليلة سبع وعشرين،
وليلة تسع وعشرين.
لتاسعة تبقى، » : ويكون باعتبار ما بقي، كما قال النبي
.« لسابعة تبقى، ولخامسة تبقى، لثالثة تبقى
فعلى هذا إذا كان الشهر ثلاثين، يكون ذلك ليالي الأشفاع،
وتكون الاثنين وعشرين تاسعة تبقى، وليلة أربع وعشرين سابعة
تبقى، وهكذا فسره أبو سعيد الخدري في الحديث الصحيح.. وإن
كان الشهر تسعًا وعشرين كان التاريخ بالباقي كالتاريخ بالماضي.
.(٣١٣/ ١) فتح الباري: ( ٤ )
١٢ ليلة القدر خير من ألف شهر
وإذا كان الأمر هكذا، فينبغي أن يتحراها المؤمن في العشر
.( الأواخر جميعه)( ١
بل هو خير لكم
روى البخاري عن عبادة بن الصامت قال: خرج رسول الله
: ليخبرنا بليلة القدر، فتلاحى رجلان من المسلمين، فقال
خرجت لأخبركم بليلة القدر، فتلاحى فلان وفلان فرفعت، »
وعسى أن يكون خيرًا لكم، فالتمسوها في التاسعة والسابعة
.« والخامسة
فيه استئناس لما « فتلاحى فلان وفلان فرفعت » : قال ابن كثير
يقال: إن المماراة تقطع الفائدة، والعلم النافع كما جاء في الحديث:
رواه أحمد، وحسنه ) « إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه »
العراقي).
أي: رفع علم تعيينها لكم، لا أﻧﻬا رفعت « فرفعت » : وقوله
فالتمسوها في التاسعة » : بالكلية من الوجود، لأنه قد قال بعد هذا
.« والسابعة والخامسة
يعني: عدم تعيينها لكم، « وعسى أن يكون خيرًا لكم » : وقوله
فإﻧﻬا إذا كانت مبهمة، اجتهد طلاﺑﻬا في ابتغائها في جميع محال
رجائها، فكان أكثر للعبادة، بخلاف ما إذا علموا عينها، فإﻧﻬا كانت
الهمم تتقاصر على قيامها فقط، وإنما اقتضت الحكمة إﺑﻬامها لتعم
.(٢٨٥ ،٢٨٤/ ١) مجموع فتاوى شيخ الإسلام: ( ٢٥ )
ليلة القدر خير من ألف شهر ١٣
العبادة جميع الشهر في ابتغائها، ويكون الاجتهاد في العشر الأخير
.( أكثر( ١
وقال ابن الجوزي: (والحكمة في إخفائها: أن يتحقق اجتهاد
الطالب، كما أخفيت ساعة الليل، وساعة الجمعة، وقد كان النبي
يجتهد في العشر ما لا يجتهد في غيره، كان يسهر ليله، ويحمل
.( كله، فيشد مئزره، ويقوم الليل كله)( ٢
كيفية أحيائها
قال ابن رجب: (وأما العمل في ليلة القدر، فقد ثبت عن النبي
من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم » : أنه قال
متفق عليه) ) « من ذنبه
وقيامها: إنما هو إحياؤها بالتهجد فيها والصلاة.
وقد أمر عائشة بالدعاء فيها أيضًا..
يتهجد في ليالي رمضان، ويقرأ قراءة مرتلة، وقد كان النبي
لا يمر بآية فيها رحمة إلا سأل، ولا بآية فيها عذاب إلا تعوذ،
فيجمع بين الصلاة والقراءة والدعاء والتفكر، وهذا أفضل الأعمال
وأكملها في ليالي العشر وغيرها. والله أعلم.
وقد قال الشعبي في ليلة القدر: ليلها كنهارها.
١) تفسير ابن كثير. )
.(١٠٤/ ٢) التبصرة: ( ٢ )
١٤ ليلة القدر خير من ألف شهر
وقال الشافعي في القديم: (استحب أن يكون اجتهاده في ﻧﻬارها
كاجتهاده في ليلها، وهذا يقتضي استحباب الاجتهاد في جميع زمان
.( العشر الأواخر ليله وﻧﻬاره. والله أعلم)( ١
وقال ابن الجوزي: (وقد كان السلف يتأهبون لها؛ فكان لتميم
الداري حلة بألف درهم يلبسها في الليلة التي يرجى أﻧﻬا ليلة القدر،
وكان ثابت وحميد يغتسلان، ويتطيبان، ويلبسان أحسن ثياﺑﻬما،
ويطيبان مساجدها في الليلة التي ترجى فيها ليلة القدر.
يعتكف العشر فقد كان النبي وخير الهدي هدي محمد
الأواخر من رمضان تحريًا لليلة القدر.
إذا دخل العشر أحيا ليله، وقالت عائشة: (كان رسول الله
وأيقظ أهله، وشد المئزر) (متفق عليه).
وشد المئزر: كناية عن اعتزاله النساء، واجتهاده في العبادة.
يجتهد في العشر ما وقالت رضي الله عنها: (كان رسول الله
لا يجتهد في غيره) (رواه مسلم).
إخواني، والله، ما يغلو في طلبها عشر، لا والله، ولا شهر، لا
والله، ولا دهر، فاجتهدوا في الطلب، فرب مجتهد أصاب.
إن هذا الشهر قد حضركم، وفيه ليلة خير من » : قال
ألف شهر، من حرمها فقد حرم الخير كله، ولا يحرم خيرها إلا
رواه ابن ماجة، وحسنه المنذري). ) « محروم
.(٢٧٨ ، ١) لطائف المعارف: (ص ٢٧٧ )
ليلة القدر خير من ألف شهر ١٥
الدعاء في ليلة القدر
قال ابن كثير: (والمستحب الإكثار من الدعاء في جميع
الأوقات، وفي شهر رمضان أكثر، وفي العشر الأخيرة منه، ثم في
اللهم إنك عفو » : أوتاره أكثر، والمستحب أن يكثر من هذا الدعاء
.(« تحب العفو فاعف عني
لما رواه الإمام أحمد أن عائشة قالت: يا رسول الله، إن وافقت
قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو، » : ليلة القدر فبم أدعو؟ قال
١) (رواه أحمد وأهل السنن، وقال الترمذي: حسن )« فاعف عني
صحيح).
وقال ابن رجب: (وإنما أمر بسؤال العفو في ليلة القدر بعد
الاجتهاد في الأعمال فيها وفي ليالي العشر، لأن العارفين
يجتهدون في الأعمال، ثم لا يرون لأنفسهم عملاً صالحًا، ولا
حالاً، ولا مقالاً، فيرجعون إلى سؤال العفو كحال المذنب
المقصر).
قال يحيى بن معاذ: ليس بعارف من لم يكن غاية أمله من الله
العفو.
١) تفسير ابن كثير. )
١٦ ليلة القدر خير من ألف شهر
شعر:
يا رب، عبدك قد أتاك
وقد أساء، وقد هفا
يكفيه منك حياؤه
من سوء ما قد أسلفا
حمل ال ذنوب على الذنو
ب الموبقات وأسرف ا
وقد استجار بذيل عف
وك من عقابك ملحفا
رب، اعف عنه ، وعافه
فلأنت أولى من عفا
اسفة ادا كنت أطلت عليكم في هذا الموضوع ولكنه حقأ يحتاج إلى شهور لنوفيه حقا
ليلة القدر خير من ألف شهر
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء
والمرسلين، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد..
فمن فضائل شهر رمضان، وجوائزه العظام: تضمنه لليلة القدر،
وهي ليلة شريفة القدر، ضاعف الله فيها ثواب العمل الصالح لهذه
الأمة مضاعفة كثيرة.
ِإنَّا َأنْزَْلنَاهُ فِي َليَْلةِ الَْقدْ ِ ر * وَمَا َأدْرَاكَ مَا َليَْلةُ : قال تعالى
الَْقدْ ِ ر * َليَْلةُ الَْقدْ ِ ر خَيْرٌ مِنْ َألْفِ شَهْ ٍ ر * تَنَزَّلُ الْمَلَائِ َ كةُ وَالرُّوحُ
فِيهَا ِبِإذْنِ رَبِّ ِ همْ مِنْ كُلِّ َأمْ ٍ ر * سََلامٌ هِيَ حَتَّى مَطَْل ِ ع الَْفجْ ِ ر
.[٥- [القدر: ١
شرح السورة
أي: القرآن، لأن القرآن نزل جملة ِإنَّا َأنْزَْلنَاهُ : قوله تعالى
واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا، ثم نزل مفص ً لا بحسب
قاله ابن عباس . الوقائع في ثلاث وعشرين سنة على رسول الله
وغيره.
قال ابن الجوزي: وفي تسميتها بليلة ، فِي َليَْلةِ الَْقدْ ِ ر : قوله
القدر خمسة أقوال:
أحدها: أﻧﻬا ليلة العظمة. يقال: لفلان قدر.
.[ الزمر: ٦٧ ] وَمَا َقدَرُوا اللَّهَ حَقَّ َقدِْ رهِ : قال الزهري. ويشهد له
٦ ليلة القدر خير من ألف شهر
والثاني: أنه الضيق. أي: هي ليلة تضيق فيها الأرض عن
وَمَنْ قُدِرَ : الملائكة الذين ينزلون. قاله الخليل بن أحمد، ويشهد له
.[ الطلاق: ٧ ] عََليْهِ ِ رزْقُهُ
والثالث: أن القدر الحكم، كأن الأشياء تقدر فيها، قاله ابن
قتيبة.
والرابع: أن من لم يكن له قدر صار بمراعاﺗﻬا ذا قدر. قاله أبو
بكر الوراق.
والخامس: لأنه نزل فيها كتاب ذو قدر، وينزل فيها رحمة ذات
.( قدر، وملائكة ذوو قدر، حكاه شيخنا علي بن عبيد الله ( ١
وذكر تعالى أن هذه الليلة ليلة مباركة تقدر فيها الآجال
ِإنَّا َأنْزَْلنَاهُ فِي : والأرزاق وحوادث العام، وذلك في قوله تعالى
َليَْلةٍ مُبَارَ َ كةٍ ِإنَّا ُ كنَّا مُنْذِ ِ رينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ َأمْ ٍ ر حَكِي ٍ م * َأمْرًا
مِنْ عِنْدِنَا ِإنَّا ُ كنَّا مُرْسِلِينَ * رَحْمًَة مِنْ رَبِّكَ ِإنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ
.[٦- الدخان: ٣ ] اْلعَلِيمُ
قال الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله: وصفها الله سبحانه بأﻧﻬا
مباركة؛ لكثرة خيرها وبركتها وفضلها.
ومن بركتها: أن هذا القرآن أنزل فيها.
ووصفها سبحانه بأنه يفرق فيها كل أمر حكيم، يعني يفصل
من اللوح المحفوظ إلى الكتبة ما هو كائن من أمر الله سبحانه في
.(٩٩ ،٩٨/ ١) التبصرة: ( ٢ )
ليلة القدر خير من ألف شهر ٧
تلك السنة من الأرزاق والآجال، والخير والشر، وغير ذلك من كل
أمر حكيم من أوامر الله المحكمة المتقنة، التي ليس فيها خلل، ولا
.( نقص، ولا سفه، ولا باطل( ١
شَهْرُ رَمَضَا َ ن : وليلة القدر من شهر رمضان كما قال تعالى
الَّذِي أُنْ ِ ز َ ل فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّا ِ س وَبَيِّنَاتٍ مِنَ اْلهُدَى وَاْلُفرَْقانِ
.[ [البقرة: ١٨٥
ثم قال تعالى معظمًا لشأن ليلة القدر التي اختصها بإنزال القرآن
فهذا على سبيل التعظيم ؛ وَمَا َأدْرَاكَ مَا َليَْلةُ الَْقدْ ِ ر : العظيم فيها
لها، والتشويق إلى خبرها.
. َليَْلةُ الَْقدْ ِ ر خَيْرٌ مِنْ َألْفِ شَهْ ٍ ر : ثم قال
قال مجاهد: قيامها والعمل فيها خير من قيام ألف شهر من هذا
الزمان، وصيامها ليس فيها ليلة القدر، وهذا قول قتادة والشافعي،
واختيار الفراء وابن قتيبة والزجاج.
وقال عمرو بن قيس الملائي: عمل فيها خير من عمل ألف
شهر.
قال ابن كثير: وهذا القول بأﻧﻬا أفضل من عبادة ألف شهر
ليس فيها ليلة القدر هو اختيار ابن جرير، وهو الصواب لا ما
عداه.
. تَنَزَّلُ الْمَلَائِ َ كةُ وَالرُّوحُ فِيهَا ِبِإذْنِ رَبِِّ همْ مِنْ كُلِّ َأمٍْ ر : قوله تعالى
.( ١) مجالس شهر رمضان: (ص ١٠٤ )
٨ ليلة القدر خير من ألف شهر
قال أبو هريرة: الملائكة ليلة القدر في الأرض أكثر من عدد
الحصى.
وهذا يدل على كثرة الرحمة والبركة في هذه الليلة، فإن الملائكة
ينزلون مع تنزل البركة والرحمة، كما يتنزلون عند تلاوة القرآن،
ويحيطون بحلق الذكر، ويضعون أجنحتهم لطالب العلم بصدق
تعظيمًا له.
فقيل: المراد به هاهنا جبريل عليه السلام، وَالرُّوحُ أما
فيكون من باب عطف الخاص على العام.
وقيل: هم ضرب من الملائكة.
قال ابن قتيبة: أي: بكل أمر. : مِنْ كُلِّ َأمْ ٍ ر قوله
قال المفسرون: ينزلون بكل أمر قضاه الله تعالى في تلك السنة
إلى قابل.
وفي معنى السلام قولان: سَلَامٌ هِيَ : قوله تعالى
أحدهما: أنه لا يحدث فيها داء، ولا يرسل فيها شيطان؛ قاله
مجاهد.
والثاني: أن معنى السلام الخير والبركة؛ قاله ابن قتيبة.
قال الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله: يعني أن ليلة القدر ليلة
سلام للمؤمنين من كل مخوف؛ لكثرة من يعتق فيها من النار،
ويسلم من عذاﺑﻬا.
يعني: أن ليلة القدر تنتهي بطلوع حَتَّى مَطَْل ِ ع الَْفجْ ِ ر : قوله
ليلة القدر خير من ألف شهر ٩
الفجر لانتهاء عمل الليل به.
فضائل ليلة القدر
اتضح من خلال شرح السورة ما تتضمنه هذه الليلة من
فضائل، وهي:
الذي ، ١ - إنزال القرآن فيها، وهو المعجزة الخالدة للنبي
أنزله الله تعالى هداية للعالمين، وحجة على المعاندين.
ِإنَّا : ٢ - أﻧﻬا ليلة كثيرة البركة والرحمة كما في قوله تعالى
. َأنْزَْلنَاهُ فِي َليَْلةٍ مُبَارَ َ كةٍ
٣ - إن هذه الليلة تقدر فيها الآجال والأرزاق وحوادث العام.
٤ - أن العبادة فيها خير من عبادة ألف شهر.
٥ - أن الملائكة تتنزل فيها، وهم لا ينزلون إلا بالخير والبركة
والرحمة والعتق من النار.
٦ - أﻧﻬا سلام من الآفات والعقوبات.
: ٧ - أن من قامها غفر له ما تقدم من ذنبه، كما قال النبي
« من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه »
(متفق عليه).
تحديد ليلة القدر
قال جمهور العلماء: هي في العشر الأواخر من رمضان،
١٠ ليلة القدر خير من ألف شهر
واختلفوا في أي ليالي العشر أرجى على أقوال كثيرة أشهرها:
١ - أﻧﻬا ليلة إحدى وعشرون، وإليه ذهب الشافعي رحمه الله.
٢ - أﻧﻬا ليلة ثلاث وعشرون، وهو قول كثير من الصحابة
والتابعين.
٣ - أﻧﻬا ليلة خمس وعشرون.
٤ - أﻧﻬا ليلة سبع وعشرون.
٥ - أﻧﻬا ليلة تسع وعشرون.
٦ - أﻧﻬا آخر ليلة من رمضان.
٧ - أﻧﻬا تنتقل في ليالي العشر الأواخر، وهو قول أبي قلابة
وغيره.
القول الأسلم
وأسلم الأقوال هو القول الأخير، وهو أن ليلة القدر في العشر
الأواخر من رمضان؛ وأﻧﻬا تنتقل في ليالي العشر، فمن قام ليالي
العشر كلها، وأحياها بالعبادة أصاب ليلة القدر يقينًا.
قال ابن كثير: (وروى عن أبي قلابة أنه قال: ليلة القدر تنتقل
في العشر الأواخر. وهذا نص عليه مالك والثوري وأحمد بن حنبل،
وإسحاق بن راهويه وأبو ثور، والمزني، وأبو بكر بن خزيمة
وغيرهم، وهو محكي عن الشافعي، نقله القاضي عنه، وهو الأشبه.
.(١)« والله أعلم
١) تفسير ابن كثير. )
ليلة القدر خير من ألف شهر ١١
وقال الحافظ ابن حجر في الفتح: (أرجح الأقوال أﻧﻬا في الوتر
.( من العشر الأخير، وأﻧﻬا تنتقل)( ١
ونظرًا لاختلاف المطالع والبلدان في تحديد بداية الصوم، فإﻧﻬا
تطلب في الأشفاع من العشر الأواخر كما تطلب في الأوتار، لأن
الليلة قد تكون وترًا في بلد، وتكون شفعًا في بلد آخر.
وكذلك الوتر له اعتباران: اعتبار بما مضى، واعتبار بما بقي،
فإذا كان الشهر تامًا، فالأوتار باعتبار ما بقي هي ليالي الشفع.
وقد ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية فقال: (ليلة القدر في
وتكون ، العشر الأواخر من شهر رمضان، هكذا صح عن النبي
في الوتر منها.
لكن الوتر يكون باعتبار الماضي، فتطلب ليلة إحدى وعشرين،
وليلة ثلاث وعشرين، وليلة خمس وعشرين، وليلة سبع وعشرين،
وليلة تسع وعشرين.
لتاسعة تبقى، » : ويكون باعتبار ما بقي، كما قال النبي
.« لسابعة تبقى، ولخامسة تبقى، لثالثة تبقى
فعلى هذا إذا كان الشهر ثلاثين، يكون ذلك ليالي الأشفاع،
وتكون الاثنين وعشرين تاسعة تبقى، وليلة أربع وعشرين سابعة
تبقى، وهكذا فسره أبو سعيد الخدري في الحديث الصحيح.. وإن
كان الشهر تسعًا وعشرين كان التاريخ بالباقي كالتاريخ بالماضي.
.(٣١٣/ ١) فتح الباري: ( ٤ )
١٢ ليلة القدر خير من ألف شهر
وإذا كان الأمر هكذا، فينبغي أن يتحراها المؤمن في العشر
.( الأواخر جميعه)( ١
بل هو خير لكم
روى البخاري عن عبادة بن الصامت قال: خرج رسول الله
: ليخبرنا بليلة القدر، فتلاحى رجلان من المسلمين، فقال
خرجت لأخبركم بليلة القدر، فتلاحى فلان وفلان فرفعت، »
وعسى أن يكون خيرًا لكم، فالتمسوها في التاسعة والسابعة
.« والخامسة
فيه استئناس لما « فتلاحى فلان وفلان فرفعت » : قال ابن كثير
يقال: إن المماراة تقطع الفائدة، والعلم النافع كما جاء في الحديث:
رواه أحمد، وحسنه ) « إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه »
العراقي).
أي: رفع علم تعيينها لكم، لا أﻧﻬا رفعت « فرفعت » : وقوله
فالتمسوها في التاسعة » : بالكلية من الوجود، لأنه قد قال بعد هذا
.« والسابعة والخامسة
يعني: عدم تعيينها لكم، « وعسى أن يكون خيرًا لكم » : وقوله
فإﻧﻬا إذا كانت مبهمة، اجتهد طلاﺑﻬا في ابتغائها في جميع محال
رجائها، فكان أكثر للعبادة، بخلاف ما إذا علموا عينها، فإﻧﻬا كانت
الهمم تتقاصر على قيامها فقط، وإنما اقتضت الحكمة إﺑﻬامها لتعم
.(٢٨٥ ،٢٨٤/ ١) مجموع فتاوى شيخ الإسلام: ( ٢٥ )
ليلة القدر خير من ألف شهر ١٣
العبادة جميع الشهر في ابتغائها، ويكون الاجتهاد في العشر الأخير
.( أكثر( ١
وقال ابن الجوزي: (والحكمة في إخفائها: أن يتحقق اجتهاد
الطالب، كما أخفيت ساعة الليل، وساعة الجمعة، وقد كان النبي
يجتهد في العشر ما لا يجتهد في غيره، كان يسهر ليله، ويحمل
.( كله، فيشد مئزره، ويقوم الليل كله)( ٢
كيفية أحيائها
قال ابن رجب: (وأما العمل في ليلة القدر، فقد ثبت عن النبي
من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم » : أنه قال
متفق عليه) ) « من ذنبه
وقيامها: إنما هو إحياؤها بالتهجد فيها والصلاة.
وقد أمر عائشة بالدعاء فيها أيضًا..
يتهجد في ليالي رمضان، ويقرأ قراءة مرتلة، وقد كان النبي
لا يمر بآية فيها رحمة إلا سأل، ولا بآية فيها عذاب إلا تعوذ،
فيجمع بين الصلاة والقراءة والدعاء والتفكر، وهذا أفضل الأعمال
وأكملها في ليالي العشر وغيرها. والله أعلم.
وقد قال الشعبي في ليلة القدر: ليلها كنهارها.
١) تفسير ابن كثير. )
.(١٠٤/ ٢) التبصرة: ( ٢ )
١٤ ليلة القدر خير من ألف شهر
وقال الشافعي في القديم: (استحب أن يكون اجتهاده في ﻧﻬارها
كاجتهاده في ليلها، وهذا يقتضي استحباب الاجتهاد في جميع زمان
.( العشر الأواخر ليله وﻧﻬاره. والله أعلم)( ١
وقال ابن الجوزي: (وقد كان السلف يتأهبون لها؛ فكان لتميم
الداري حلة بألف درهم يلبسها في الليلة التي يرجى أﻧﻬا ليلة القدر،
وكان ثابت وحميد يغتسلان، ويتطيبان، ويلبسان أحسن ثياﺑﻬما،
ويطيبان مساجدها في الليلة التي ترجى فيها ليلة القدر.
يعتكف العشر فقد كان النبي وخير الهدي هدي محمد
الأواخر من رمضان تحريًا لليلة القدر.
إذا دخل العشر أحيا ليله، وقالت عائشة: (كان رسول الله
وأيقظ أهله، وشد المئزر) (متفق عليه).
وشد المئزر: كناية عن اعتزاله النساء، واجتهاده في العبادة.
يجتهد في العشر ما وقالت رضي الله عنها: (كان رسول الله
لا يجتهد في غيره) (رواه مسلم).
إخواني، والله، ما يغلو في طلبها عشر، لا والله، ولا شهر، لا
والله، ولا دهر، فاجتهدوا في الطلب، فرب مجتهد أصاب.
إن هذا الشهر قد حضركم، وفيه ليلة خير من » : قال
ألف شهر، من حرمها فقد حرم الخير كله، ولا يحرم خيرها إلا
رواه ابن ماجة، وحسنه المنذري). ) « محروم
.(٢٧٨ ، ١) لطائف المعارف: (ص ٢٧٧ )
ليلة القدر خير من ألف شهر ١٥
الدعاء في ليلة القدر
قال ابن كثير: (والمستحب الإكثار من الدعاء في جميع
الأوقات، وفي شهر رمضان أكثر، وفي العشر الأخيرة منه، ثم في
اللهم إنك عفو » : أوتاره أكثر، والمستحب أن يكثر من هذا الدعاء
.(« تحب العفو فاعف عني
لما رواه الإمام أحمد أن عائشة قالت: يا رسول الله، إن وافقت
قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو، » : ليلة القدر فبم أدعو؟ قال
١) (رواه أحمد وأهل السنن، وقال الترمذي: حسن )« فاعف عني
صحيح).
وقال ابن رجب: (وإنما أمر بسؤال العفو في ليلة القدر بعد
الاجتهاد في الأعمال فيها وفي ليالي العشر، لأن العارفين
يجتهدون في الأعمال، ثم لا يرون لأنفسهم عملاً صالحًا، ولا
حالاً، ولا مقالاً، فيرجعون إلى سؤال العفو كحال المذنب
المقصر).
قال يحيى بن معاذ: ليس بعارف من لم يكن غاية أمله من الله
العفو.
١) تفسير ابن كثير. )
١٦ ليلة القدر خير من ألف شهر
شعر:
يا رب، عبدك قد أتاك
وقد أساء، وقد هفا
يكفيه منك حياؤه
من سوء ما قد أسلفا
حمل ال ذنوب على الذنو
ب الموبقات وأسرف ا
وقد استجار بذيل عف
وك من عقابك ملحفا
رب، اعف عنه ، وعافه
فلأنت أولى من عفا
