أسئلة يتكرّر طرحها عن إنفلونزا الطيور
* ما هي إنفلونزا الطيور؟
* ما هي الفيروسات الشديدة الإمراض؟
* هل تتسبّب الطيور المهاجرة في انتشار المرض؟
* ما هي سمات الفاشيات التي تصيب الدواجن حالياً؟
* ما هي البلدان التي تضرّرت من الفاشيات التي تصيب الطيور؟
* ما هي آثار هذا المرض على صحة البشر؟
* أين حدثت الحالات البشرية؟
* كيف يُصاب المرء بهذا المرض؟
* ما مدى مأمونية لحوم الدواجن ومشتقاتها؟
* هل ينتقل الفيروس بسهولة من الطيور إلى البشر؟
* ماذا عن مخاطر الجائحة؟
* ما هي التغييرات التي يجب أن تطرأ على الفيروس H5N1 ليصبح فيروساً جائحاً؟
* ما معنى الانتقال المحدود بين البشر؟
* ما مدى ضخامة مخاطر الجائحة الراهنة؟
* هل هناك أسباب أخرى تدعو للقلق؟
* لماذا تمثّل الجوائح أحداثاً مروّعة؟
* ما هي أهمّ نُذر الجائحة؟
* ماذا عن استحداث لقاح وإنتاجه؟
* ما هي الأدوية المتوافرة؟
* هل يمكن توقّي الجائحة؟
* ما هي الإجراءات الاستراتيجية التي توصي بها منظمة الصحة العالمية؟
* هل العالم على أهبة لمواجهة الوباء؟
ما هي إنفلونزا الطيور؟
إنفلونزا الطيور مرض حيواني معد تتسبّب فيه فيروسات تصيب الطيور بالدرجة الأولى، وكذلك الخنازير في بعض الأحيان. وتصيب فيروسات إنفلونزا الطيور أنواعاً معيّنة من الحيوانات، غير أنّها تمكّنت في حالات نادرة من اختراق الحواجز القائمة بين الأنواع وإصابة البشر.
وتؤدّي إصابة الدواجن بالعدوى الناجمة عن فيروسات إنفلونزا الطيور إلى حدوث شكلين رئيسيين من المرض يتميّزان بفوعة فيروسية متفاوتة. أمّا "الشكل الخفيف" فهو يتسبّب عموماً في أعراض معتدلة (انتفاش الريش أو انخفاض معدل وضع البيض) وكثيراً ما يصعب اكتشافه. وأمّا الشكل الشديد الإمراض فهو يحدث أضراراً أكبر بكثير، ذلك أنّه ينتقل بسرعة بين أسراب الدواجن ويتسبّب في مرض يصيب العديد من الأعضاء الباطنية، كما أنّه يفتك بكل الطيور المصابة به تقريباً، وذلك في غضون 48 ساعة في كثير من الأحيان.
ما هي الفيروسات الشديدة الإمراض؟
إنّ فيروسات الإنفلونزا من النمط (A) تتفرّع إلى 16 نمطاً فرعياً (H) و9 أنماط فرعية (N). ومن المعروف أنّ الفيروسين H5 و H7 هما النمطان الشديدا الإمراض دون سواهما. غير أنّ تلك السمة لا تشمل جميع الأنماط الفيروسية الفرعية H5 و H7. فجميعها لا يتسبّب بالضرورة في مرض حاد لدى الدواجن. (أنظر أسفل الصفحة 1 و 2)
ويفد الفيروسان H5 و H7 إلى أسراب الدواجن، استناداً إلى البيّنات المتاحة، في شكلهما الخفيف. غير أنّهما قادران على التحوّل إلى الشكل الشديد الإمراض خلال بضعة أشهر، إذا ما تمكّنا من الانتقال بين تلك الأسراب. وبناء عليه، يثير وجود أحد هذين الفيروسين لدى الدواجن، في جميع الحالات، قلقاً كبيراً، حتى عندما تكون العلامات الأولية للعدوى خفيفة.
هل تتسبّب الطيور المهاجرة في انتشار المرض؟
لا توجد معلومات وافية عن الدور الذي تؤدّيه الطيور المهاجرة في انتشار فيروس إنفلونزا الطيور الشديد الإمراض. وتُعد الطيور المائية البريّة المستودع الطبيعي لجميع فيروسات الإنفلونزا من النمط (A). وربما حملت تلك الطيور فيروسات الإنفلونزا طوال قرون عديدة دون إحداث أيّة أضرار ظاهرة. ويُعرف أنّ تلك الطيور تحمل الفيروسين H5 و H7، ولكن في شكلهما "الخفيف" عادة. وتشير كثير من البيّنات المسهبة إلى إمكانية تسبّب الطيور المهاجرة في إدخال الشكل الخفيف من الفيروسين H5 و H7 إلى أسراب الدواجن، وبعد ذلك يتحوّل ذلك الشكل إلى شكل شديد الإمراض.
ولم تُعزل الفيروسات الشديدة الإمراض من الطيور المهاجرة، في الماضي، إلاّ في حالات نادرة تعلّقت ببعض الطيور التي عادة ما توجد نافقة قرب سرب من الدواجن المصابة بفاشية. وظلت تلك الملاحظات توحي، لمدة طويلة، بأنّ الطيور المائية البريّة ليست من العوامل المتسبّبة في انتقال تلك الفيروسات.
وبات من المرجّح، استناداً إلى أحداث وقعت في الآونة الأخيرة، أنّ بعض الطيور المهاجرة تسهم مباشرة في نقل الفيروس H5N1 في شكله الشديد الإمراض. ومن المتوقّع أن ينتشر الفيروس إلى مناطق جديدة أخرى.
ما هي سمات الفاشيات التي تصيب الدواجن حالياً؟
إنّ الفاشيات الراهنة الناجمة عن فيروس إنفلونزا الطيور الشديد الإمراض، والتي بدأت في جنوب شرق آسيا في منتصف عام 2003، هي الأشدّ اتساعاً والأشدّ وخامة من ضمن فاشيات المرض المُسجّلة حتى الآن. فلم يشهد التاريخ قط عدداً مماثلاً من البلدان الموبوءة بهذا المرض، ممّا أدّى إلى خسارة عدد كبير من الطيور.
وقد أظهر العامل المسبّب للمرض، وهو الفيروس H5N1، استحكاماً خاصاً. وعلى الرغم من نفوق أو إعدام نحو 150 مليون طير، لا يزال الفيروس يتوطن مناطق عديدة من إندونيسيا وفييت نام وبعض المناطق من كمبوديا والصين وتايلند، وربما أيضاً جمهورية لاو الديمقراطية الشعبية. ومن المتوقّع أن تستغرق مكافحة المرض لدى الطيور عدة أعوام.
ويمثّل الفيروس H5N1 أيضاً، على النحو المبيّن أدناه، أحد الهواجس الصحية البشرية الخاصة.
ما هي البلدان التي تضرّرت من الفاشيات التي تصيب الطيور؟
تم، في الفترة الممتدة من منتصف كانون الأول/ديسمبر 2003 إلى مطلع شباط/فبراير 2004، الإبلاغ عن حدوث فاشيات لدى الطيور تسبّب فيها الفيروس H5N1، وذلك في ثمانية بلدان آسيوية (حسب تاريخ الإبلاغ) هي: جمهورية كوريا وفييت نام واليابان وتايلند وكمبوديا وجمهورية لاو الديمقراطية الشعبية وإندونيسيا والصين. ومعظم تلك البلدان لم يشهد من قبل حدوث أي فاشية بسبب فيروس إنفلونزا الطيور الشديد الإمراض.
وأبلغت ماليزيا، في مطلع آب/أغسطس 2004، عن حدوث أول فاشية لدى الدواجن في أراضيها بسبب الفيروس H5N1، وأصبحت بالتالي الدولة الآسيوية التاسعة التي طالها الفيروس. أمّا روسيا فقد أبلغت عن أول فاشية لدى الدواجن في أواخر تموز/يوليو 2005، وأعقب ذلك الإبلاغ عن حدوث فاشية في بعض مناطق كازاخستان المجاورة في مطلع آب/أغسطس. وتم الإبلاغ، في كلا البلدين، عن حدوث حالات نفوق طيور مهاجرة بسبب الفيروس H5N1 الشديد الإمراض. وفي الفترة ذاتها تقريباً، أبلغت منغوليا عن اكتشاف الفيروس H5N1 في طيور مهاجرة نافقة. وتأكّد، في تشرين الأول/أكتوبر 2005، وجود ذلك الفيروس في الدواجن في تركيا ورومانيا. ويجري، في المناطق الأخرى، تحرّي الفاشيات التي أصابت بعضاً من الدواجن والطيور البريّة.
وأعلنت اليابان وجمهورية كوريا وماليزيا عن تمكّنها من السيطرة على الفاشيات التي أصابت أسراب الدواجن فيها، وهي تُعتبر الآن خالية من المرض. أمّا المناطق الموبوءة الأخرى فلا تزال الفاشيات مستمرة فيها بدرجة متفاوتة من الوخامة.
ما هي آثار هذا المرض على صحة البشر؟
إنّ استحكام الفيروس H5N1 على نطاق واسع لدى الدواجن يشكّل خطرين اثنين على صحة البشر.
أمّا الأول فهو خطر حدوث عدوى مباشرة عندما ينتقل الفيروس من الدواجن إلى البشر ويؤدّي إلى حدوث مرض شديد الوخامة. وتسبّب الفيروس H5N1، من أصل مجموع الفيروسات التي اخترقت الحواجز القائمة بين الأنواع، في حدوث أكبر عدد من الحالات المرضية الوخيمة والوفيات لدى البشر. وعلى عكس الإنفلونزا الموسمية العادية، التي لا تحدث سوى أعراض تنفسية خفيفة لدى معظم الناس، فإنّ المرض الناجم عن الفيروس H5N1 يتبع نمطاً سريرياً غير مألوف ويؤدّي إلى تدهور صحي سريع وإلى الوفاة في غالب الأحيان. ومن أعراضه المألوفة حدوث التهاب رئوي فيروسي أولي وقصور في عمل العديد من الأعضاء. وقد أدّى الفيروس، في الفاشية الراهنة، إلى وفاة أكثر من نصف عدد الأشخاص الذين أُصيبوا به. وحدثت جميع الحالات في أطفال وشباب كانوا في صحة جيدة قبل إصابتهم بالعدوى.
وأمّا الخطر الثاني، الذي يدعو لقلق أكبر، فهو يتمثّل في قدرة الفيروس، إذا ما أُتيحت له الظروف المواتية، على التحوّل إلى شكل شديد العدوى وعلى الانتقال بين البشر بسهولة. ومن شأن ذلك التحوّل إحداث فاشية عالمية (جائحة).
أين حدثت الحالات البشرية؟
تم الإبلاغ، في الفاشية الراهنة، عن حدوث حالات بشرية مؤكّدة مختبرياً في أربعة بلدان هي: كمبوديا و إندونيسيا وتايلند وفييت نام.
وشهدت هونغ كونغ حدوث فاشيتين في الماضي. ففي عام 1997 تمكّن الفيروس H5N1، عندما سُجّلت أول حالات بشرية من العدوى به في ذلك البلد، من إصابة 18 شخصاً أودى بحياة ستة منهم. كما تسبّب الفيروس، في مطلع عام 2003، في إصابة شخصين من أسرة واحدة أودى بحياة أحدهما. وتبيّن أنّ أفراد تلك الأسرة قاموا برحلة إلى جنوب الصين قبل ذلك بفترة قصيرة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
استعرض ملفا شخصيا ارسل رسالة خاصة على الخط
فارس الفرسان
نائب مــدير عـــام منتــديات ســفــيرالســـلام
نائب مــدير عـــام منتــديات ســفــيرالســـلام
الجنس:ذكرالحملالقرد
العمر : 28
سجّل في : 16 أغسطس 2007
عدد المساهمات : 1926
مُساهمةموضوع: رد: معلومات عن فلونزا الطيور الإثنين 27 أغسطس - 9:25 رد مع اقتباس نص المساهمة تعديل/حذف هذه المساهمة حذف هذه المساهمة استعرض رقم الإيبي IP للمُرسل
كيف يُصاب المرء بهذا المرض؟
تُعتبر مخالطة الدواجن الموبوءة أو التماس مع الأسطح أو الأدوات الملوّثة بذرقها، حالياً، السبب الرئيسي لإصابة الناس بالعدوى. ومعظم الحالات البشرية المُسجّلة حتى الآن حدثت في مناطق ريفية أو في أرباض المدن، حيث تعمد أسر كثيرة إلى تربية أسراب صغيرة من الدواجن التي تُترك، في غالب الأحيان، طليقة تدخل البيوت وتجوب المناطق التي يلعب فيها الأطفال. وهكذا تتزايد فرص التعرّض للإفرازات الموبوءة أو للبيئات الملوّثة بالفيروس، ذلك أنّ الطيور الموبوءة تفرز كميات كبيرة من الفيروس في ذرقها. وهناك، علاوة على ذلك، أسر كثيرة في آسيا تبيع أو تذبح أو تستهلك الطيور التي ترّبيها عند ظهور علامات المرض عليها ويبدو من الصعب تغيير تلك الممارسة، ذلك أنّ تلك الأسر تعتمد على الدواجن لزيادة دخلها أو للأكل. وحالات التعرّض تزداد أثناء عمليات ذبح الدواجن ونزع ريشها وتقطيعها وتحضيرها للطهي.
ما مدى مأمونية لحوم الدواجن ومشتقاتها؟
إنّ لحوم الدواجن ومشتقاتها مأمونة فعلاً، غير أنّه ينبغي الأخذ ببعض الاحتياطات في البلدان التي تشهد حالياً حدوث فاشيات من المرض. أمّا في المناطق الخالية من المرض، فيمكن تحضير لحوم الدواجن ومشتقاتها وطهيها كالعادة (مع اتّباع الممارسات التي تضمن النظافة الجيدة أثناء تحضير الدواجن وتضمن طهيها بطرق سليمة)، دون أي مخاوف من الإصابة بالعدوى الناجمة عن الفيروس H5N1. virus.
ويمكن أيضاً استهلاك لحوم الدواجن ومشتقاتها بأمان، شريطة أن يتم طهيها بطريقة جيدة ومناولتها بطرق سليمة أثناء إعداد الطعام. وتجدر الإشارة إلى أنّ للفيروس H5N1 حساسية تجاه الحرارة. والحرارة الطبيعية المُستخدمة لطهي الطعام (70 درجة مئوية في جميع أجزاء الطعام) كفيلة بالقضاء عليه. وعلى المستهلكين التحقّق من طهي لحوم الدواجن تماماً (عدم وجود أجزاء "وردية" اللون) ومن طهي البيض أيضاً بالشكل المناسب (التأكّد من عدم "سيلان" الصفار).
كما ينبغي أن يعي المستهلكون مخاطر التلوّث المتبادل. فلا ينبغي السماح أبداً بأن يحدث اتصال أو خلط، لدى إعداد الطعام، بين سوائل لحوم الدواجن ومشتقاتها النيئة وبين المنتجات الأخرى التي تُستهلك نيئة. وينبغي لمعدّي الطعام، لدى مناولة لحوم الدواجن ومشتقاتها النيئة، غسل أيديهم بطريقة جيدة وتنظيف الأماكن التي توضع فيها تلك اللحوم والمشتقات وتطهيرها. ويكفي استخدام الصابون والماء الساخن للقيام بذلك.
ولا ينبغي، في المناطق التي تشهد حدوث فاشيات من المرض، استخدام البيض النيئ في الأطعمة التي لا يتم إخضاعها لطهي إضافي، بطريقة عادية أو في الفرن على سبيل المثال.
ولا تنتقل إنفلونزا الطيور عن طريق الأطعمة المطهية. ولا توجد، حتى الآن، بيّنات تشير إلى إصابة شخص بالعدوى عقب استهلاكه لحوم دواجن أو مشتقات منها تم طهيها بطريقة سليمة، حتى ولو كانت تلك الأطعمة ملوّثة بفيروس H5N1.
هل ينتقل الفيروس بسهولة من الطيور إلى البشر؟
لا. فعلى الرغم من حدوث أكثر من 100 حالة بشرية في الفاشية الراهنة، لا يزال ذلك العدد ضئيلاً مقارنة بضخامة عدد الطيور الموبوءة والفرص العديدة التي يتم فيها تعرّض البشر للطيور، وبخاصة في المناطق التي تكثر فيها تربية أسراب الدواجن في البيوت. ولا يُفهم، حتى الآن، سبب إصابة بعض الأشخاص بالعدوى دون سواهم عقب التعرّض للطيور بشكل مماثل.
ماذا عن مخاطر الجائحة؟
يمكن أن تبدأ الجائحة عندما تُستوفى شروط ثلاثة هي: عندما يظهر نمط فيروسي فرعي جديد من فيروسات الإنفلونزا؛ وفي حال أصاب ذلك النمط البشر وأدّى إلى حدوث وفيات كثيرة؛ وإذا ما تمكّن من الانتشار بين البشر بسهولة وعلى نحو مستديم. ويستوفي الفيروس H5N1 الشرطين الأولين تماماً: فهو فيروس لم يعهده الناس من قبل (لم يسبق لفيروسات H5N1 الانتشار على نطاق واسع بين البشر)، وقد تمكّن فعلاً من إصابة ما يزيد على 100 شخص أدّى إلى وفاة أكثر من نصفهم. وبالتالي لن تكون لأحد مناعة كافية تحميه إذا ما ظهر فيروس جائح من قبيل الفيروس H5N1.
وقد استُوفيت جميع الشروط اللازمة لظهور جائحة عدا شرط واحد: انتقال الفيروس بين البشر بصورة فعالة ومستديمة. وستظل مخاطر اكتساب الفيروس تلك القدرة قائمة طالما أُصيب البشر بالعدوى. وستتواصل إصابة البشر بالعدوى طالما استمر الفيروس في الانتشار لدى الطيور، وقد يستمر الوضع على ما هو عليه لمدة سنوات عديدة.
ما هي التغييرات التي يجب أن تطرأ على الفيروس H5N1 ليصبح فيروساً جائحاً؟
يمكن للفيروس تحسين قدرته على الانتقال بين البشر من خلال آليتين اثنتين. وتتمثّل الآلية الأولى في ظاهرة "الاندماج" التي يتم فيها تبادل مواد جينية بين الفيروس الذي يصيب البشر والفيروس الذي يصيب الطيور، وذلك خلال حالات عدوى متزامنة لدى الإنسان أو الخنزير. ويمكن أن تسفر تلك الظاهرة عن ظهور فيروس جائح له القدرة التامة على الانتقال بين البشر. ومن بوادر ظهوره تزايد مفاجئ في عدد الحالات البشرية وانتشارها بشكل مذهل.
أمّا الآلية الثانية فهي "الطفرة التكيّفية" التي تُعد عملية أكثر تدرّجاً والتي تتزايد عن طريقها قدرة الفيروس على الاتصال بالخلايا البشرية مع توالي الإصابات البشرية. ومن شأن الطفرة التكيّفية، التي وُصفت في أول الأمر بمجموعات من الحالات البشرية توحي بانتقال العدوى فيما بينها، إعطاء العالم بعض الوقت لاتخاذ إجراءات مضادة.
ما معنى الانتقال المحدود بين البشر؟
لقد سُجّلت بعض الحالات النادرة التي انتقل فيها الفيروس H5N1 وغيره من فيروسات إنفلونزا الطيور بشكل محدود بين البشر جرّاء حدوث فاشيات بين الدواجن، ولا ينبغي أن يثير ذلك أية مخاوف. ذلك أنّ الفيروس لم يتجاوز، في أي من الحالات المذكورة، الجيل الأول من المخالطين الحميمين ولم يتسبّب في إصابة المجتمعات المحلية بأسرها. وتشير البيّنات المستقاة من تلك الحالات إلى أنّ انتقال الفيروس يقتضي مخالطة المريض عن كثب. ويجب أن يتم تحرّي تلك الحالات بشكل دقيق. غير أنّ وجود تلك الحالات لن يغيّر التقييم الإجمالي الذي أجرته منظمة الصحة العالمية بشأن مخاطر الجائحة، رهناً بخلوص التحرّيات إلى أنّ الفيروس ينتقل بين البشر بشكل محدود جداً. وقد سُجل عدد من حالات العدوى بإنفلونزا الطيور لدى أفراد أسرة واحدة. ويتعذّر، في كثير من الأحيان، تحديد ما إذا كان الفيروس انتقل فعلاً بين أفراد الأسرة الواحدة، ذلك أنّ جميعهم معرّض للحيوانات والمصادر البيئية ذاتها، كما أنّ كلا منهم معرّض للآخر.
pdf
* ما هي إنفلونزا الطيور؟
* ما هي الفيروسات الشديدة الإمراض؟
* هل تتسبّب الطيور المهاجرة في انتشار المرض؟
* ما هي سمات الفاشيات التي تصيب الدواجن حالياً؟
* ما هي البلدان التي تضرّرت من الفاشيات التي تصيب الطيور؟
* ما هي آثار هذا المرض على صحة البشر؟
* أين حدثت الحالات البشرية؟
* كيف يُصاب المرء بهذا المرض؟
* ما مدى مأمونية لحوم الدواجن ومشتقاتها؟
* هل ينتقل الفيروس بسهولة من الطيور إلى البشر؟
* ماذا عن مخاطر الجائحة؟
* ما هي التغييرات التي يجب أن تطرأ على الفيروس H5N1 ليصبح فيروساً جائحاً؟
* ما معنى الانتقال المحدود بين البشر؟
* ما مدى ضخامة مخاطر الجائحة الراهنة؟
* هل هناك أسباب أخرى تدعو للقلق؟
* لماذا تمثّل الجوائح أحداثاً مروّعة؟
* ما هي أهمّ نُذر الجائحة؟
* ماذا عن استحداث لقاح وإنتاجه؟
* ما هي الأدوية المتوافرة؟
* هل يمكن توقّي الجائحة؟
* ما هي الإجراءات الاستراتيجية التي توصي بها منظمة الصحة العالمية؟
* هل العالم على أهبة لمواجهة الوباء؟
ما هي إنفلونزا الطيور؟
إنفلونزا الطيور مرض حيواني معد تتسبّب فيه فيروسات تصيب الطيور بالدرجة الأولى، وكذلك الخنازير في بعض الأحيان. وتصيب فيروسات إنفلونزا الطيور أنواعاً معيّنة من الحيوانات، غير أنّها تمكّنت في حالات نادرة من اختراق الحواجز القائمة بين الأنواع وإصابة البشر.
وتؤدّي إصابة الدواجن بالعدوى الناجمة عن فيروسات إنفلونزا الطيور إلى حدوث شكلين رئيسيين من المرض يتميّزان بفوعة فيروسية متفاوتة. أمّا "الشكل الخفيف" فهو يتسبّب عموماً في أعراض معتدلة (انتفاش الريش أو انخفاض معدل وضع البيض) وكثيراً ما يصعب اكتشافه. وأمّا الشكل الشديد الإمراض فهو يحدث أضراراً أكبر بكثير، ذلك أنّه ينتقل بسرعة بين أسراب الدواجن ويتسبّب في مرض يصيب العديد من الأعضاء الباطنية، كما أنّه يفتك بكل الطيور المصابة به تقريباً، وذلك في غضون 48 ساعة في كثير من الأحيان.
ما هي الفيروسات الشديدة الإمراض؟
إنّ فيروسات الإنفلونزا من النمط (A) تتفرّع إلى 16 نمطاً فرعياً (H) و9 أنماط فرعية (N). ومن المعروف أنّ الفيروسين H5 و H7 هما النمطان الشديدا الإمراض دون سواهما. غير أنّ تلك السمة لا تشمل جميع الأنماط الفيروسية الفرعية H5 و H7. فجميعها لا يتسبّب بالضرورة في مرض حاد لدى الدواجن. (أنظر أسفل الصفحة 1 و 2)
ويفد الفيروسان H5 و H7 إلى أسراب الدواجن، استناداً إلى البيّنات المتاحة، في شكلهما الخفيف. غير أنّهما قادران على التحوّل إلى الشكل الشديد الإمراض خلال بضعة أشهر، إذا ما تمكّنا من الانتقال بين تلك الأسراب. وبناء عليه، يثير وجود أحد هذين الفيروسين لدى الدواجن، في جميع الحالات، قلقاً كبيراً، حتى عندما تكون العلامات الأولية للعدوى خفيفة.
هل تتسبّب الطيور المهاجرة في انتشار المرض؟
لا توجد معلومات وافية عن الدور الذي تؤدّيه الطيور المهاجرة في انتشار فيروس إنفلونزا الطيور الشديد الإمراض. وتُعد الطيور المائية البريّة المستودع الطبيعي لجميع فيروسات الإنفلونزا من النمط (A). وربما حملت تلك الطيور فيروسات الإنفلونزا طوال قرون عديدة دون إحداث أيّة أضرار ظاهرة. ويُعرف أنّ تلك الطيور تحمل الفيروسين H5 و H7، ولكن في شكلهما "الخفيف" عادة. وتشير كثير من البيّنات المسهبة إلى إمكانية تسبّب الطيور المهاجرة في إدخال الشكل الخفيف من الفيروسين H5 و H7 إلى أسراب الدواجن، وبعد ذلك يتحوّل ذلك الشكل إلى شكل شديد الإمراض.
ولم تُعزل الفيروسات الشديدة الإمراض من الطيور المهاجرة، في الماضي، إلاّ في حالات نادرة تعلّقت ببعض الطيور التي عادة ما توجد نافقة قرب سرب من الدواجن المصابة بفاشية. وظلت تلك الملاحظات توحي، لمدة طويلة، بأنّ الطيور المائية البريّة ليست من العوامل المتسبّبة في انتقال تلك الفيروسات.
وبات من المرجّح، استناداً إلى أحداث وقعت في الآونة الأخيرة، أنّ بعض الطيور المهاجرة تسهم مباشرة في نقل الفيروس H5N1 في شكله الشديد الإمراض. ومن المتوقّع أن ينتشر الفيروس إلى مناطق جديدة أخرى.
ما هي سمات الفاشيات التي تصيب الدواجن حالياً؟
إنّ الفاشيات الراهنة الناجمة عن فيروس إنفلونزا الطيور الشديد الإمراض، والتي بدأت في جنوب شرق آسيا في منتصف عام 2003، هي الأشدّ اتساعاً والأشدّ وخامة من ضمن فاشيات المرض المُسجّلة حتى الآن. فلم يشهد التاريخ قط عدداً مماثلاً من البلدان الموبوءة بهذا المرض، ممّا أدّى إلى خسارة عدد كبير من الطيور.
وقد أظهر العامل المسبّب للمرض، وهو الفيروس H5N1، استحكاماً خاصاً. وعلى الرغم من نفوق أو إعدام نحو 150 مليون طير، لا يزال الفيروس يتوطن مناطق عديدة من إندونيسيا وفييت نام وبعض المناطق من كمبوديا والصين وتايلند، وربما أيضاً جمهورية لاو الديمقراطية الشعبية. ومن المتوقّع أن تستغرق مكافحة المرض لدى الطيور عدة أعوام.
ويمثّل الفيروس H5N1 أيضاً، على النحو المبيّن أدناه، أحد الهواجس الصحية البشرية الخاصة.
ما هي البلدان التي تضرّرت من الفاشيات التي تصيب الطيور؟
تم، في الفترة الممتدة من منتصف كانون الأول/ديسمبر 2003 إلى مطلع شباط/فبراير 2004، الإبلاغ عن حدوث فاشيات لدى الطيور تسبّب فيها الفيروس H5N1، وذلك في ثمانية بلدان آسيوية (حسب تاريخ الإبلاغ) هي: جمهورية كوريا وفييت نام واليابان وتايلند وكمبوديا وجمهورية لاو الديمقراطية الشعبية وإندونيسيا والصين. ومعظم تلك البلدان لم يشهد من قبل حدوث أي فاشية بسبب فيروس إنفلونزا الطيور الشديد الإمراض.
وأبلغت ماليزيا، في مطلع آب/أغسطس 2004، عن حدوث أول فاشية لدى الدواجن في أراضيها بسبب الفيروس H5N1، وأصبحت بالتالي الدولة الآسيوية التاسعة التي طالها الفيروس. أمّا روسيا فقد أبلغت عن أول فاشية لدى الدواجن في أواخر تموز/يوليو 2005، وأعقب ذلك الإبلاغ عن حدوث فاشية في بعض مناطق كازاخستان المجاورة في مطلع آب/أغسطس. وتم الإبلاغ، في كلا البلدين، عن حدوث حالات نفوق طيور مهاجرة بسبب الفيروس H5N1 الشديد الإمراض. وفي الفترة ذاتها تقريباً، أبلغت منغوليا عن اكتشاف الفيروس H5N1 في طيور مهاجرة نافقة. وتأكّد، في تشرين الأول/أكتوبر 2005، وجود ذلك الفيروس في الدواجن في تركيا ورومانيا. ويجري، في المناطق الأخرى، تحرّي الفاشيات التي أصابت بعضاً من الدواجن والطيور البريّة.
وأعلنت اليابان وجمهورية كوريا وماليزيا عن تمكّنها من السيطرة على الفاشيات التي أصابت أسراب الدواجن فيها، وهي تُعتبر الآن خالية من المرض. أمّا المناطق الموبوءة الأخرى فلا تزال الفاشيات مستمرة فيها بدرجة متفاوتة من الوخامة.
ما هي آثار هذا المرض على صحة البشر؟
إنّ استحكام الفيروس H5N1 على نطاق واسع لدى الدواجن يشكّل خطرين اثنين على صحة البشر.
أمّا الأول فهو خطر حدوث عدوى مباشرة عندما ينتقل الفيروس من الدواجن إلى البشر ويؤدّي إلى حدوث مرض شديد الوخامة. وتسبّب الفيروس H5N1، من أصل مجموع الفيروسات التي اخترقت الحواجز القائمة بين الأنواع، في حدوث أكبر عدد من الحالات المرضية الوخيمة والوفيات لدى البشر. وعلى عكس الإنفلونزا الموسمية العادية، التي لا تحدث سوى أعراض تنفسية خفيفة لدى معظم الناس، فإنّ المرض الناجم عن الفيروس H5N1 يتبع نمطاً سريرياً غير مألوف ويؤدّي إلى تدهور صحي سريع وإلى الوفاة في غالب الأحيان. ومن أعراضه المألوفة حدوث التهاب رئوي فيروسي أولي وقصور في عمل العديد من الأعضاء. وقد أدّى الفيروس، في الفاشية الراهنة، إلى وفاة أكثر من نصف عدد الأشخاص الذين أُصيبوا به. وحدثت جميع الحالات في أطفال وشباب كانوا في صحة جيدة قبل إصابتهم بالعدوى.
وأمّا الخطر الثاني، الذي يدعو لقلق أكبر، فهو يتمثّل في قدرة الفيروس، إذا ما أُتيحت له الظروف المواتية، على التحوّل إلى شكل شديد العدوى وعلى الانتقال بين البشر بسهولة. ومن شأن ذلك التحوّل إحداث فاشية عالمية (جائحة).
أين حدثت الحالات البشرية؟
تم الإبلاغ، في الفاشية الراهنة، عن حدوث حالات بشرية مؤكّدة مختبرياً في أربعة بلدان هي: كمبوديا و إندونيسيا وتايلند وفييت نام.
وشهدت هونغ كونغ حدوث فاشيتين في الماضي. ففي عام 1997 تمكّن الفيروس H5N1، عندما سُجّلت أول حالات بشرية من العدوى به في ذلك البلد، من إصابة 18 شخصاً أودى بحياة ستة منهم. كما تسبّب الفيروس، في مطلع عام 2003، في إصابة شخصين من أسرة واحدة أودى بحياة أحدهما. وتبيّن أنّ أفراد تلك الأسرة قاموا برحلة إلى جنوب الصين قبل ذلك بفترة قصيرة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
استعرض ملفا شخصيا ارسل رسالة خاصة على الخط
فارس الفرسان
نائب مــدير عـــام منتــديات ســفــيرالســـلام
نائب مــدير عـــام منتــديات ســفــيرالســـلام
الجنس:ذكرالحملالقرد
العمر : 28
سجّل في : 16 أغسطس 2007
عدد المساهمات : 1926
مُساهمةموضوع: رد: معلومات عن فلونزا الطيور الإثنين 27 أغسطس - 9:25 رد مع اقتباس نص المساهمة تعديل/حذف هذه المساهمة حذف هذه المساهمة استعرض رقم الإيبي IP للمُرسل
كيف يُصاب المرء بهذا المرض؟
تُعتبر مخالطة الدواجن الموبوءة أو التماس مع الأسطح أو الأدوات الملوّثة بذرقها، حالياً، السبب الرئيسي لإصابة الناس بالعدوى. ومعظم الحالات البشرية المُسجّلة حتى الآن حدثت في مناطق ريفية أو في أرباض المدن، حيث تعمد أسر كثيرة إلى تربية أسراب صغيرة من الدواجن التي تُترك، في غالب الأحيان، طليقة تدخل البيوت وتجوب المناطق التي يلعب فيها الأطفال. وهكذا تتزايد فرص التعرّض للإفرازات الموبوءة أو للبيئات الملوّثة بالفيروس، ذلك أنّ الطيور الموبوءة تفرز كميات كبيرة من الفيروس في ذرقها. وهناك، علاوة على ذلك، أسر كثيرة في آسيا تبيع أو تذبح أو تستهلك الطيور التي ترّبيها عند ظهور علامات المرض عليها ويبدو من الصعب تغيير تلك الممارسة، ذلك أنّ تلك الأسر تعتمد على الدواجن لزيادة دخلها أو للأكل. وحالات التعرّض تزداد أثناء عمليات ذبح الدواجن ونزع ريشها وتقطيعها وتحضيرها للطهي.
ما مدى مأمونية لحوم الدواجن ومشتقاتها؟
إنّ لحوم الدواجن ومشتقاتها مأمونة فعلاً، غير أنّه ينبغي الأخذ ببعض الاحتياطات في البلدان التي تشهد حالياً حدوث فاشيات من المرض. أمّا في المناطق الخالية من المرض، فيمكن تحضير لحوم الدواجن ومشتقاتها وطهيها كالعادة (مع اتّباع الممارسات التي تضمن النظافة الجيدة أثناء تحضير الدواجن وتضمن طهيها بطرق سليمة)، دون أي مخاوف من الإصابة بالعدوى الناجمة عن الفيروس H5N1. virus.
ويمكن أيضاً استهلاك لحوم الدواجن ومشتقاتها بأمان، شريطة أن يتم طهيها بطريقة جيدة ومناولتها بطرق سليمة أثناء إعداد الطعام. وتجدر الإشارة إلى أنّ للفيروس H5N1 حساسية تجاه الحرارة. والحرارة الطبيعية المُستخدمة لطهي الطعام (70 درجة مئوية في جميع أجزاء الطعام) كفيلة بالقضاء عليه. وعلى المستهلكين التحقّق من طهي لحوم الدواجن تماماً (عدم وجود أجزاء "وردية" اللون) ومن طهي البيض أيضاً بالشكل المناسب (التأكّد من عدم "سيلان" الصفار).
كما ينبغي أن يعي المستهلكون مخاطر التلوّث المتبادل. فلا ينبغي السماح أبداً بأن يحدث اتصال أو خلط، لدى إعداد الطعام، بين سوائل لحوم الدواجن ومشتقاتها النيئة وبين المنتجات الأخرى التي تُستهلك نيئة. وينبغي لمعدّي الطعام، لدى مناولة لحوم الدواجن ومشتقاتها النيئة، غسل أيديهم بطريقة جيدة وتنظيف الأماكن التي توضع فيها تلك اللحوم والمشتقات وتطهيرها. ويكفي استخدام الصابون والماء الساخن للقيام بذلك.
ولا ينبغي، في المناطق التي تشهد حدوث فاشيات من المرض، استخدام البيض النيئ في الأطعمة التي لا يتم إخضاعها لطهي إضافي، بطريقة عادية أو في الفرن على سبيل المثال.
ولا تنتقل إنفلونزا الطيور عن طريق الأطعمة المطهية. ولا توجد، حتى الآن، بيّنات تشير إلى إصابة شخص بالعدوى عقب استهلاكه لحوم دواجن أو مشتقات منها تم طهيها بطريقة سليمة، حتى ولو كانت تلك الأطعمة ملوّثة بفيروس H5N1.
هل ينتقل الفيروس بسهولة من الطيور إلى البشر؟
لا. فعلى الرغم من حدوث أكثر من 100 حالة بشرية في الفاشية الراهنة، لا يزال ذلك العدد ضئيلاً مقارنة بضخامة عدد الطيور الموبوءة والفرص العديدة التي يتم فيها تعرّض البشر للطيور، وبخاصة في المناطق التي تكثر فيها تربية أسراب الدواجن في البيوت. ولا يُفهم، حتى الآن، سبب إصابة بعض الأشخاص بالعدوى دون سواهم عقب التعرّض للطيور بشكل مماثل.
ماذا عن مخاطر الجائحة؟
يمكن أن تبدأ الجائحة عندما تُستوفى شروط ثلاثة هي: عندما يظهر نمط فيروسي فرعي جديد من فيروسات الإنفلونزا؛ وفي حال أصاب ذلك النمط البشر وأدّى إلى حدوث وفيات كثيرة؛ وإذا ما تمكّن من الانتشار بين البشر بسهولة وعلى نحو مستديم. ويستوفي الفيروس H5N1 الشرطين الأولين تماماً: فهو فيروس لم يعهده الناس من قبل (لم يسبق لفيروسات H5N1 الانتشار على نطاق واسع بين البشر)، وقد تمكّن فعلاً من إصابة ما يزيد على 100 شخص أدّى إلى وفاة أكثر من نصفهم. وبالتالي لن تكون لأحد مناعة كافية تحميه إذا ما ظهر فيروس جائح من قبيل الفيروس H5N1.
وقد استُوفيت جميع الشروط اللازمة لظهور جائحة عدا شرط واحد: انتقال الفيروس بين البشر بصورة فعالة ومستديمة. وستظل مخاطر اكتساب الفيروس تلك القدرة قائمة طالما أُصيب البشر بالعدوى. وستتواصل إصابة البشر بالعدوى طالما استمر الفيروس في الانتشار لدى الطيور، وقد يستمر الوضع على ما هو عليه لمدة سنوات عديدة.
ما هي التغييرات التي يجب أن تطرأ على الفيروس H5N1 ليصبح فيروساً جائحاً؟
يمكن للفيروس تحسين قدرته على الانتقال بين البشر من خلال آليتين اثنتين. وتتمثّل الآلية الأولى في ظاهرة "الاندماج" التي يتم فيها تبادل مواد جينية بين الفيروس الذي يصيب البشر والفيروس الذي يصيب الطيور، وذلك خلال حالات عدوى متزامنة لدى الإنسان أو الخنزير. ويمكن أن تسفر تلك الظاهرة عن ظهور فيروس جائح له القدرة التامة على الانتقال بين البشر. ومن بوادر ظهوره تزايد مفاجئ في عدد الحالات البشرية وانتشارها بشكل مذهل.
أمّا الآلية الثانية فهي "الطفرة التكيّفية" التي تُعد عملية أكثر تدرّجاً والتي تتزايد عن طريقها قدرة الفيروس على الاتصال بالخلايا البشرية مع توالي الإصابات البشرية. ومن شأن الطفرة التكيّفية، التي وُصفت في أول الأمر بمجموعات من الحالات البشرية توحي بانتقال العدوى فيما بينها، إعطاء العالم بعض الوقت لاتخاذ إجراءات مضادة.
ما معنى الانتقال المحدود بين البشر؟
لقد سُجّلت بعض الحالات النادرة التي انتقل فيها الفيروس H5N1 وغيره من فيروسات إنفلونزا الطيور بشكل محدود بين البشر جرّاء حدوث فاشيات بين الدواجن، ولا ينبغي أن يثير ذلك أية مخاوف. ذلك أنّ الفيروس لم يتجاوز، في أي من الحالات المذكورة، الجيل الأول من المخالطين الحميمين ولم يتسبّب في إصابة المجتمعات المحلية بأسرها. وتشير البيّنات المستقاة من تلك الحالات إلى أنّ انتقال الفيروس يقتضي مخالطة المريض عن كثب. ويجب أن يتم تحرّي تلك الحالات بشكل دقيق. غير أنّ وجود تلك الحالات لن يغيّر التقييم الإجمالي الذي أجرته منظمة الصحة العالمية بشأن مخاطر الجائحة، رهناً بخلوص التحرّيات إلى أنّ الفيروس ينتقل بين البشر بشكل محدود جداً. وقد سُجل عدد من حالات العدوى بإنفلونزا الطيور لدى أفراد أسرة واحدة. ويتعذّر، في كثير من الأحيان، تحديد ما إذا كان الفيروس انتقل فعلاً بين أفراد الأسرة الواحدة، ذلك أنّ جميعهم معرّض للحيوانات والمصادر البيئية ذاتها، كما أنّ كلا منهم معرّض للآخر.