حكاية جدي
هجير الرياح يلف فؤادي ،والشوق يستثير اعصابي ،اعتدت كل يوم ان ادق باب بيت جدي لكي اسمع منه حكايات تتآنس بها اذني ،ويرتاح بها قلبي، ذهبت بلهفة الى بيت جدي ودفت اناملي باب بيته ،فتح جدي لي الباب ورحب بي اجمل ترحيب كنت في عجلة من امري لسماع الحكاية فجلست بقرب من جدي فتنهد جدي وقال:اتريدين سماع الحكاية الآن
فقلت:نعم ..نعم يا جدي هيا لقد نفذ صبري ،تنتهد جدي مرة اخرى وقال :كان يا ما كان في قديم الزمان،والارض ملتفة بالالوان، ونسيم الهواء يداعب البستان،كان هناك طفلة تعيش مع اسرتها في بلدة اناسها لا يحبون الخير لأي احد كانت تلك الطفلة سعيدة لشيء واحد فقط هو انها تعيش مع اسرة متكاملة ففيها الاب والام والاخوان تربط هذه الاسرة علاقة حميمة مع بعضها البعض .
ففي يوم من الايام عندما كان والدها ذاهب الى عمله صدمته سيارة عمياء من قبل احد المتهورين في البلدة، كان ذلك اليوم اسوأ يوم مر في حياة تلك الطفلة فعندما علمت تلك الطفلة ان اباها قد فارق الحياة، وغابت شمس منزلهم ولم تعد تشرق من جديد اصبح قلبها يحمل باقة اسى ولوعة على فقدان الاب الغالي .
بعد ايام..ذهبت الام لكي تبحث عن عمل لتؤمن لأبناءها الصغار لقمة العيش، واخذت تبحث عن عمل يسد جوع ابناءها ،فوجدت عملا عند رجل قاس وظالم كانت تعمل في الحقل تقطف وتجني الثمار ، في يوم كان الجو حارا جدا والام منهمكة في العمل تعبت كثيرا فأرادت ان تستريح قليلا لتأخذ قسطا من الراحة حينها مر صاحب الحقل لكي يطمئن على العمل وكيف يجري فرأى الام جالسة لا تعمل صرخ بصوت عال وقال: لماذا لا تعملين ؟
هيا انهضي قالت الام:انا آسفة لا استطيع ان اعمل ،هل تسمح لي ان اذهب الى البيت لكي استريح قليلا ؟ قال لها :هيا اخرجي من هنا ولا تعودي مرة اخرى ..بدأت الدموع تسيل من عيني تلك الام المسكينة التي تساءلت في خاطرها:كيف سأعود الى المنزل ؟ وابناءي ينتظروني لكي اجلب لهم الطعام.
قال جدي :انظري يا ابنتي كيف يكون كفاح الام المتواصل فأكمل وقال :عندما اوشكت الام على الوصول الى البيت اصيبت بضربة شمس افقدتها الوعي.
قلقت الطفلة على والدتها التي لم تعود الى البيت حتى الآن ،تأخرت الام وانتاب تلك الطفلة شعور بالخوف . اما اخوتها الصغار لم يستطيعوا التوقف عن البكاء من الجوع .
ذهبت الطفلة لكي تبحث عن والدتها التي فقدت الوعي ، اخذت الطفلة تبحث وتبحث وتنادي لكن لا مجيب ، رجعت الطفلة الى اخوتها الصغار وهم ما زالوا يبكون من الجوع
خطر على بال تلك الطفلة فكرة!!
ذهبت واعدت قدرا ووضعت فيه ماء ثم وضعته على موقد النار لكي توهم اخوتها بأنها تحضر لهم الطعام نجحت تلك الفكرة سكت اخوتها الصغار ،خرجت الطفلة لكي تستنشق بعض عبير الهواء وقالت في نفسها:سأذهب الى العم ابا احمد لكي اطلب النجدة منه لعله يساعدني ذهبت ومن دون تردد وهي عازمة على ان لا يخيب ظنها،دقت باب العم ابا احمد ففتح لها الباب وصرخ في وجهها وقال :لقد ازعجتيني ايتها الفتاة الحمقاء هيا اغربي عن وجهي ،ارادت ان تقول كلمة ولكنه اغلق الباب في وجهها .
عندما اوشكت الوصول الى المنزل تذكرت شيئا مهما وهو القدر صرخت بصوت عال وقالت : القدر..القدر لقد نسيته على موقد النار ،عادت بسرعة البرق الى منزلها ووجدت ركامه مرتميا مع دماء اخوتها الصغار التي تتدثر فيهم رماد المنزل ، استنشقت تلك الطفلة دماء اخوتها الصغار التي كانت سببا في موتهم والهواء يداعب خصلات شعرها البني الطويل وهي تبكي وتبكي فتلاشى صوت الرماد فأصبح ساكنا والهدوء عم الارجاء كهدوء قطرات الندى على اوراق الاشجار فأصبحت ترمق وتحلم ببيت يحضنها مع امها وابيها واخوتها الصغار قال جدي:لقد انتهت الحكاية يا بنيتي هل اعجبتك؟قلت :نعم يا جدي لكنها حكاية حزينة جدا ،فأرتجل لي بيتا من الشعر وقال:
هو الدهر قد جربته وبلوته فصبرا على مكروهه وتجلدا
اتمنى ان تعجبكم
هجير الرياح يلف فؤادي ،والشوق يستثير اعصابي ،اعتدت كل يوم ان ادق باب بيت جدي لكي اسمع منه حكايات تتآنس بها اذني ،ويرتاح بها قلبي، ذهبت بلهفة الى بيت جدي ودفت اناملي باب بيته ،فتح جدي لي الباب ورحب بي اجمل ترحيب كنت في عجلة من امري لسماع الحكاية فجلست بقرب من جدي فتنهد جدي وقال:اتريدين سماع الحكاية الآن
فقلت:نعم ..نعم يا جدي هيا لقد نفذ صبري ،تنتهد جدي مرة اخرى وقال :كان يا ما كان في قديم الزمان،والارض ملتفة بالالوان، ونسيم الهواء يداعب البستان،كان هناك طفلة تعيش مع اسرتها في بلدة اناسها لا يحبون الخير لأي احد كانت تلك الطفلة سعيدة لشيء واحد فقط هو انها تعيش مع اسرة متكاملة ففيها الاب والام والاخوان تربط هذه الاسرة علاقة حميمة مع بعضها البعض .
ففي يوم من الايام عندما كان والدها ذاهب الى عمله صدمته سيارة عمياء من قبل احد المتهورين في البلدة، كان ذلك اليوم اسوأ يوم مر في حياة تلك الطفلة فعندما علمت تلك الطفلة ان اباها قد فارق الحياة، وغابت شمس منزلهم ولم تعد تشرق من جديد اصبح قلبها يحمل باقة اسى ولوعة على فقدان الاب الغالي .
بعد ايام..ذهبت الام لكي تبحث عن عمل لتؤمن لأبناءها الصغار لقمة العيش، واخذت تبحث عن عمل يسد جوع ابناءها ،فوجدت عملا عند رجل قاس وظالم كانت تعمل في الحقل تقطف وتجني الثمار ، في يوم كان الجو حارا جدا والام منهمكة في العمل تعبت كثيرا فأرادت ان تستريح قليلا لتأخذ قسطا من الراحة حينها مر صاحب الحقل لكي يطمئن على العمل وكيف يجري فرأى الام جالسة لا تعمل صرخ بصوت عال وقال: لماذا لا تعملين ؟
هيا انهضي قالت الام:انا آسفة لا استطيع ان اعمل ،هل تسمح لي ان اذهب الى البيت لكي استريح قليلا ؟ قال لها :هيا اخرجي من هنا ولا تعودي مرة اخرى ..بدأت الدموع تسيل من عيني تلك الام المسكينة التي تساءلت في خاطرها:كيف سأعود الى المنزل ؟ وابناءي ينتظروني لكي اجلب لهم الطعام.
قال جدي :انظري يا ابنتي كيف يكون كفاح الام المتواصل فأكمل وقال :عندما اوشكت الام على الوصول الى البيت اصيبت بضربة شمس افقدتها الوعي.
قلقت الطفلة على والدتها التي لم تعود الى البيت حتى الآن ،تأخرت الام وانتاب تلك الطفلة شعور بالخوف . اما اخوتها الصغار لم يستطيعوا التوقف عن البكاء من الجوع .
ذهبت الطفلة لكي تبحث عن والدتها التي فقدت الوعي ، اخذت الطفلة تبحث وتبحث وتنادي لكن لا مجيب ، رجعت الطفلة الى اخوتها الصغار وهم ما زالوا يبكون من الجوع
خطر على بال تلك الطفلة فكرة!!
ذهبت واعدت قدرا ووضعت فيه ماء ثم وضعته على موقد النار لكي توهم اخوتها بأنها تحضر لهم الطعام نجحت تلك الفكرة سكت اخوتها الصغار ،خرجت الطفلة لكي تستنشق بعض عبير الهواء وقالت في نفسها:سأذهب الى العم ابا احمد لكي اطلب النجدة منه لعله يساعدني ذهبت ومن دون تردد وهي عازمة على ان لا يخيب ظنها،دقت باب العم ابا احمد ففتح لها الباب وصرخ في وجهها وقال :لقد ازعجتيني ايتها الفتاة الحمقاء هيا اغربي عن وجهي ،ارادت ان تقول كلمة ولكنه اغلق الباب في وجهها .
عندما اوشكت الوصول الى المنزل تذكرت شيئا مهما وهو القدر صرخت بصوت عال وقالت : القدر..القدر لقد نسيته على موقد النار ،عادت بسرعة البرق الى منزلها ووجدت ركامه مرتميا مع دماء اخوتها الصغار التي تتدثر فيهم رماد المنزل ، استنشقت تلك الطفلة دماء اخوتها الصغار التي كانت سببا في موتهم والهواء يداعب خصلات شعرها البني الطويل وهي تبكي وتبكي فتلاشى صوت الرماد فأصبح ساكنا والهدوء عم الارجاء كهدوء قطرات الندى على اوراق الاشجار فأصبحت ترمق وتحلم ببيت يحضنها مع امها وابيها واخوتها الصغار قال جدي:لقد انتهت الحكاية يا بنيتي هل اعجبتك؟قلت :نعم يا جدي لكنها حكاية حزينة جدا ،فأرتجل لي بيتا من الشعر وقال:
هو الدهر قد جربته وبلوته فصبرا على مكروهه وتجلدا
اتمنى ان تعجبكم