من طرف رنا الشامي الجمعة أغسطس 28, 2009 5:34 amامك هي حياتك
ينقلب الماضي الى الحاضر ...والحاضر الى الماضي وتتوالى الازمان ، عجوز ما زالت حتى الآن تتكأ على عكازة مهترئة ، وتجاعيد وجهها توحي بالحزن ،ويتلقى قلبها مشاعر تتنقل من وريد الى وريد ,هذه العجوز التي تجاوزت السبعين من عمرها ،هذه قصة قد حدثت في يوم كنت ذاهبة فيه مع مركز لحفظ القرآن الكريم في رحلة قصيرة الى دار المسنين .
عندما نزلنا من الحافلة واتجهنا الى ذلك المبنى الضخم والرائع في تصميمه ، همست صديقتي في اذني وقالت :يا لحظهم الذين يعيشون هنا ، قلت لها : وما ادراك! ، قالت لي:انظري الى هذا المبنى الكبير وهذه الحدائق الجميلة هذا المكان يوحي بالسعادة ! قلت لها:هيا سندخل ونرى دخلنا الى ذلك المبنى وبدأنا بالمرور على جميع غرف المبنى لنقدم لهم الهدايا والحلوى ،في حين دخولي الى غرفة في المبنى،رأيت عجوزة متكئة على عكازة مهترئة، وهي مطأطأة رأسها الى الاسفل وعينيها دامعتان ، وشعرها الابيض يحمل ذكرى بقيت في ذاكرتها و وجدانها ، كانت جالسة على مقعد خشبي يصدر هذا الكرسي صريرا كأنه تحية احترام لي ،وبريق عينيها ينعكس على عينيّ كأنه ميدان تحدي يتبادل بيني وبينها ، انتابني فضول يحاكيني ، وشعور يدفعني للجلوس التحدث اليها .
سرت بخطى هادئة و ذهبت اليها ولكنني وقفت على بعد منها ، رفعت رأسها ونظرت اليّ نظرات حزينة كأنها نظرات اطلت عليّ من عيون السماء في ليلة ماطرة مؤلمة ، وقالت لي:اقتربي ولا تخافي يا بنيتي.
اقتربت بحذر شديد، وانا ارتجف خوفا ثم وضعت يدها على رأسي وقبلتني حينها شعرت بدفء وحنان يغمرني شعور .....لم اشعر به من قبل ،وقلت لها:ما بك يا جدتي ؟؟ بالطبع اذا سمحتي لي بأن اناديكي جدتي . ابتسمت وقالت لي :هذا يسعدني يا ابنتي بأن تهتفي لي بجدتي لأنني لم اسمع هذه الكلمة منذ وقت طويل ، شعرت انها تحمل ذكريات حزينة ومؤلمة في قلبها ، ثم قلت لها :لماذا يا جدتي؟؟ اين اولادك واحفادك؟؟
تنهدت وقالت : آه ...ثم ..آه يا بنيتي هذه قصة طويلة ولكن سأختصرها لك ،قبل 10سنوات توفي زوجي، بعد وفاته بأشهر طمع اولادي بالورثة التي تركها زوجي ،واصبح كل من اولادي الاربعة يطمع ويطمع ويريد الاكثر ما عدا ابني الاصغر سنا الذي يبلغ من العمر 25 سنة .
فأتفق اولادي الثلاثة على ان يضعوني في دار المسنين ويرمونني هنا ولم ارهم منذ 9 سنوات ،الا ابني الاصغر سنا الذي يزورني بأستمرار.
حزنت كثيرا على هذه العجوز المرتمية في احضان هذه الغرفة المعتمة،احسست ان نار قلبها قد خمدت، وارتاحت لما قالته لي ، لقد حان وقت العودة الى المنزل ، نادت عليّ معلمتي وقالت لي:هيا يا بنيتي سنرحل الآن ، ودعت تلك العجوز وقلت لها: وداعا يا جدتي قالت لي: تمهلي قليلا !!
نادت عليّ واعطتني علبة صغيرة وقالت لي: لا تفتحيها يا ابنتي الا عندما تصلين الى بيتك وتجلسين في غرفتك،قلت لها: شكرا يا جدتي ، ثم ذهبت وركبت الحافلة لأصل الى بيتي وبسرعة وشوق لرؤية ما في العلبة الصغيرة . ذهبت مسرعة الى غرفتي وجلست على سريري متلهفة ومتشوقة وقلبي يدق وينبض امسكت بالعلبة ثم فتحتها ووجدت فيها اوراق صغيرة كأنها رسالة ، وبالفعل انها رسالة...فتحت الرسالة وقرأت ما في داخلها وانا ابكي وابكي...من تلك العبارات المحزنة التي حركت ساكني ، وبعدها ذهبت وجمعت جميع صديقاتي وعملنا على ان نعمل حملة تدعى بأسم "امك هي حياتك" تتحدث عن الام ، وكيف يجب ان نحترمها ، ونسعى لرضاها ، ولا نجعلها تعيش خلف قضبان يحيطه نسيان
والآم و آهات........
بقلم : رنا الشامي.......رنوش
بدي اشوف ردودكم....
ينقلب الماضي الى الحاضر ...والحاضر الى الماضي وتتوالى الازمان ، عجوز ما زالت حتى الآن تتكأ على عكازة مهترئة ، وتجاعيد وجهها توحي بالحزن ،ويتلقى قلبها مشاعر تتنقل من وريد الى وريد ,هذه العجوز التي تجاوزت السبعين من عمرها ،هذه قصة قد حدثت في يوم كنت ذاهبة فيه مع مركز لحفظ القرآن الكريم في رحلة قصيرة الى دار المسنين .
عندما نزلنا من الحافلة واتجهنا الى ذلك المبنى الضخم والرائع في تصميمه ، همست صديقتي في اذني وقالت :يا لحظهم الذين يعيشون هنا ، قلت لها : وما ادراك! ، قالت لي:انظري الى هذا المبنى الكبير وهذه الحدائق الجميلة هذا المكان يوحي بالسعادة ! قلت لها:هيا سندخل ونرى دخلنا الى ذلك المبنى وبدأنا بالمرور على جميع غرف المبنى لنقدم لهم الهدايا والحلوى ،في حين دخولي الى غرفة في المبنى،رأيت عجوزة متكئة على عكازة مهترئة، وهي مطأطأة رأسها الى الاسفل وعينيها دامعتان ، وشعرها الابيض يحمل ذكرى بقيت في ذاكرتها و وجدانها ، كانت جالسة على مقعد خشبي يصدر هذا الكرسي صريرا كأنه تحية احترام لي ،وبريق عينيها ينعكس على عينيّ كأنه ميدان تحدي يتبادل بيني وبينها ، انتابني فضول يحاكيني ، وشعور يدفعني للجلوس التحدث اليها .
سرت بخطى هادئة و ذهبت اليها ولكنني وقفت على بعد منها ، رفعت رأسها ونظرت اليّ نظرات حزينة كأنها نظرات اطلت عليّ من عيون السماء في ليلة ماطرة مؤلمة ، وقالت لي:اقتربي ولا تخافي يا بنيتي.
اقتربت بحذر شديد، وانا ارتجف خوفا ثم وضعت يدها على رأسي وقبلتني حينها شعرت بدفء وحنان يغمرني شعور .....لم اشعر به من قبل ،وقلت لها:ما بك يا جدتي ؟؟ بالطبع اذا سمحتي لي بأن اناديكي جدتي . ابتسمت وقالت لي :هذا يسعدني يا ابنتي بأن تهتفي لي بجدتي لأنني لم اسمع هذه الكلمة منذ وقت طويل ، شعرت انها تحمل ذكريات حزينة ومؤلمة في قلبها ، ثم قلت لها :لماذا يا جدتي؟؟ اين اولادك واحفادك؟؟
تنهدت وقالت : آه ...ثم ..آه يا بنيتي هذه قصة طويلة ولكن سأختصرها لك ،قبل 10سنوات توفي زوجي، بعد وفاته بأشهر طمع اولادي بالورثة التي تركها زوجي ،واصبح كل من اولادي الاربعة يطمع ويطمع ويريد الاكثر ما عدا ابني الاصغر سنا الذي يبلغ من العمر 25 سنة .
فأتفق اولادي الثلاثة على ان يضعوني في دار المسنين ويرمونني هنا ولم ارهم منذ 9 سنوات ،الا ابني الاصغر سنا الذي يزورني بأستمرار.
حزنت كثيرا على هذه العجوز المرتمية في احضان هذه الغرفة المعتمة،احسست ان نار قلبها قد خمدت، وارتاحت لما قالته لي ، لقد حان وقت العودة الى المنزل ، نادت عليّ معلمتي وقالت لي:هيا يا بنيتي سنرحل الآن ، ودعت تلك العجوز وقلت لها: وداعا يا جدتي قالت لي: تمهلي قليلا !!
نادت عليّ واعطتني علبة صغيرة وقالت لي: لا تفتحيها يا ابنتي الا عندما تصلين الى بيتك وتجلسين في غرفتك،قلت لها: شكرا يا جدتي ، ثم ذهبت وركبت الحافلة لأصل الى بيتي وبسرعة وشوق لرؤية ما في العلبة الصغيرة . ذهبت مسرعة الى غرفتي وجلست على سريري متلهفة ومتشوقة وقلبي يدق وينبض امسكت بالعلبة ثم فتحتها ووجدت فيها اوراق صغيرة كأنها رسالة ، وبالفعل انها رسالة...فتحت الرسالة وقرأت ما في داخلها وانا ابكي وابكي...من تلك العبارات المحزنة التي حركت ساكني ، وبعدها ذهبت وجمعت جميع صديقاتي وعملنا على ان نعمل حملة تدعى بأسم "امك هي حياتك" تتحدث عن الام ، وكيف يجب ان نحترمها ، ونسعى لرضاها ، ولا نجعلها تعيش خلف قضبان يحيطه نسيان
والآم و آهات........
بقلم : رنا الشامي.......رنوش
بدي اشوف ردودكم....
