وجاء التحرك السابق بعد ساعات من قيام وزارة الخارجية المصرية باستدعاء السفير الجزائري بالقاهرة للاحتجاج على الاعتداءات التي نفذها مشجعون جزائريون على عشرات المصريين في الخرطوم بعد فوز المنتخب الجزائري على نظيره المصري بهدف مقابل لا شيء في المباراة الفاصلة في أم درمان في 18 نوفمبر / تشرين الثاني وتأهله على إثر ذلك لكأس العالم 2010 .
وكان السفير حسام زكي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية أعلن في بيان له في وقت سابق الخميس الموافق 19 نوفمبر عن استدعاء سفير الجزائر بالقاهرة إلي وزارة الخارجية المصرية لإبلاغه استياء القاهرة البالغ تجاه ما قام به المواطنون الجزائريون من اعتداءات علي المصريين عقب المباراة الفاصلة بالخرطوم .
واتهم البيان ما وصفه بـ "الإعلام المأجور" بالمسئولية عن الأحداث المؤسفة التى أعقبت مباراة مصر والجزائر وإخراج الرياضة فى العالم العربى عن الروح الرياضية إلى روح النرجسية ، داعيا الحكماء فى مصر والجزائر لتضميد الجراح التى ألمت بمشاعر شعبين وتشخيص "داء العداء" لمصر فى الجزائر ورد فعله الذى يبدو طبيعيا فى القاهرة ووضع وصفة لعلاجه واستئصال جذوره من فكر ووجدان الشعبين .
ونبه بيان الخارجية المصرية إلى أن "الفائز" في المباراة الفاصلة هو من واصل هجومه على "المهزوم" بالألفاظ النابية وهمجية الممارسة فأضاف إلى مرارة الهزيمة ذكريات أليمة قد لايجدى فيها دواء إلا الزمن الذى ينبغى أن يضاف إلى فعله وأثره ومفعوله قدرات خاصة للحكماء وإصرار أكيد على "ميثاق رياضى عربى" يضع الأمور فى نصابها إداركا ووعيا بقيمة الرياضة فى تهذيب المشاعر وأثرها فى التوحيد وليس فى التصعيد وفى الربط وليس فى عداء بين الشعبين بسبب "مباراة فى كرة القدم".
وتابع " المباراة كان ينبغى لها أن تكون فى أجواء عرس عربى إسلامى ، وعرس إفريقى إلا أنه تم إحالتها إلى تنافس غير شريف وإلى بوق يبث سما زعافا وتفوح منه رائحة الكراهية والحقد الدفين ليس بين شعبين وإنما بين أجهزة إعلامية هنا وهناك ، التهييج والإثارة هاجسها ولغة الشحن الإعلامى المريض دينها ، وحولت كلمة مصرى إلى اتهام فى الجزائر ولفظة جزائرى إلى مجرم فى القاهرة والأصل فى الأمر أنها مباراة كرة قدم فيها الخاسر والفائز وفيها فائز دائم هو تمثيل عربى إفريقى مشرف فى محفل دولى وتظاهرة عالمية وحدث كونى يتكرر كل أربعة أعوام".
واتهم البيان قناة "الجزيرة" بتأجيج المشاعر بين جماهير البلدين حتى تضيف زيتا إلى النار ، قائلا :" قامت ببث فيلما وثائقيا عن تاريخ الخلافات المصرية-الجزائرية وكأننا بصدد الإعداد لموقعة حربية بين البلدين وكأن القاهرة تعد جيشا جرارا لغزو الجزائر أو العكس ".
البيان السابق جاء في أعقاب نداءات استغاثة أطلقها المشجعون المصريون في السودان بعد اعتداءات لمشجعين جزائريين على الاتوبيسات التى حملتهم وهم في طريقهم إلى مطار الخرطوم مما أدى إلى إصابتهم بإصابات مختلفة جراء تطاير زجاج الاتوبيسات.
وما أن نشرت وسائل الإعلام المصرية نداءات الاستغاثة السابقة إلا وبعث الرئيس مبارك برسالة عاجلة للسلطات السودانية مفادها أنهم إذا عجزوا عن حماية المصريين فسيرسل من يحميهم ، بالإضافة لإصداره أوامر بتسيير جسر جوي بين القاهرة والخرطوم للإسراع بإعادة بعثة المنتخب المصري وآلاف المشجعين المصاحبين لها الله ينتقم منهم الله يا خذهم لكى دمرو شبابنا