الموضوع : مدينة تمنراست
ولاية تمنراست
تمنراست المدينة الساحرة
تقع مدينة تمنراست السياحية على بعد 2000 كلم جنوب العاصمة الجزائر، مناخها جاف صحراوي وتشتهر بجمال طبيعتها وآثارها التي تعود إلى قرون خلت، سكانها الأصليون هم التوارق، وبها أجمل غروب للشمس في العالم (بمنطقة اسكرام)
وأكبر متحف طبيعي في العالم (الطاسيلي).
الهقار والطاسيلي
تعتبر هاتان المنطقتان متحفين طبيعيين وصنفتهما منظمة اليونسكو في قائمة التراث العالمي. والهقار حيث القمم ترتفع الى 3000 متر مقصد رئيسي للسياح الباحثين عن متعة المغامرة بين ممراتها الصخرية الملساء وحيث الرسوم والنقوش الأثرية التي تنبئ عن طريقة حياة انسان تلك المنطقة قبل نحو خمسة آلاف سنة .
يهيم أهل الطوارق ويعيشون في جزء من الصحراء الافريقية الكبرى يعرف باسم منطقة ازواد التي تستقطب عددا كبيرا من السياح الاجانب لا سيما الالمان التواقين لاكتشاف جمال وسحر الصحراء في القارة الافريقية السمراء.
يقطع السياح مساحات شاسعة للوصول الى الصحراء وبالتحديد الى منطقة الاهقار حيث تنطلق الرحلة من العاصمة الجزائر الى ولاية تمنراست عاصمة المنطقة الصحراوية الجزائرية، وتستغرق الرحلة حوالي ساعتين ونصف الساعة في الطائرة، أي المدة نفسها التي تستغرقها الرحلة من لندن الى العاصمة الجزائرية على سبيل المثال.
ويوجد في تمنراست فندق «تاهات» الشهير الذي يعد قبلة السياح الاجانب ينطلقون منه عادة في رحلاتهم في عمق الصحراء، أما اذا كنت من محبي المغامرات واختبار الصحراء بكل سحرها وجمالها يمكنك البقاء في المخيمات التي تنتشر بكثرة في أطراف المدينة، ويملكها أصحاب الوكالات السياحية الذين ينظمون الرحلات الصحراوية التي تعرف اليوم باسم ال«سفاري»، ويمكن للمقيمين في الخيم التمتع بتنظيم حفلات شوي اللحم على الجمر على طريقة «الباربكيو» كما تسمي عندهم " الميناما " في الهواء الطلق، والاستمتاع بشرب الشاي.
وتقوم وكالات السفر والسياحة بتنظيم الرحلات مع تأمين سيارات رباعية الدفع تناسب طبيعة الصحراء ويؤمنون المياه في قَِرب مصنوعة من جلد الجمال والبعير، بالاضافة الى تأمين الخيم الصغيرة والمؤن الغذائية.
غالبا ما تكون الرحلة الى الصحراء الجزائرية طويلة الامد تستمر لعدة أيام، يستمتع خلالها المسافر بتفسيرات المرشدين السياحيين الذين يقدمون المعلومات اللازمة، وهم من الطوارق، ويعرفون الصحراء شبرا بشبر. وينصح دائما بعدم التجول لمسافة بعيدة في الارجاء الصحراوية من دون مرافقة الدليل السياحي، بحيث أنه من السهل أن تضيع في الصحراء.
* تقام في مدينة تمنراست عدة احتفالات منها عيد الربيع يتمتع السائح خلاله بسباق الجمال الذي ينظمه الطوارق بالاضافة الى السهرات وتقديم الاغاني التقليدية التي تحكي عن الصحراء والحب والربيع ترافقها سهرات فولكلورية من بينها رقصة «شروا» التي تتخذ شكل مبارزة يؤديها شبان بلباس مميز وتهدف الى التدرب على استخدام السيف وتمرين العضلات، ويقوم الطوارق الملثمون بتأدية رقصة العرس، حيث تصطف مجموعة من الجمال تنطلق من مسافة بعيدة وتجري متلاصقة بسرعة كبيرة، فيما تنطلق مجموعة أخرى مشابهة من الطرف الاخر وتتقاطع المجموعتان في شكل يخيل للناظر انهما حتما تتجهان الى الاصطدام، لكنهما تتفاديان ذلك بمهارة فائقة. ويرافق الرقصة أو المبارزة عزف على التندي والامزاد.
هذا السوق الشهير بمدينة تمنراست ويسمي اسيهار وهو يحتضن كل سنة معرض تباع فيه انواع اللبسة التقليدية واشياء متنوعة
من كل دول العالم
[center]
الرجل الازرق
نذهب إلى عمق الجنوب الجزائري، في ولاية تمنراست على الحدود المالية والنيجيرية.. لنحاكي آخر سلالة ملوك الصحراء.. إنهم الطوارق.. الطوارق الذين نقشوا مجدهم التليد على صخور قاسية صلبة كما تحملها طبيعة أراضيهم الوعرة.. لتصبح الحالة الطارقية ظاهرة ثقافية فريدة من نوعها.. مغروسة في أطناب.. أطناب صحرائهم الشاسعة.
فرغم قساوة المناخ وصعوبة التضاريس إلا أن الطوارق استطاعوا بعزيمة وإصرار وعلى مر العصور مقاومة هذا ليبقوا صامدين في قلب الصحراء.. كما هي جبالهم الشماء.. فهم من حملوا المجاديف ليس لغوص البحار والمحيطات وإنما الصحاري والقفار ليسطروا ملحمة عنوانها بقاء الحضارة الإنسانية، رغم كل الظروف!!
فالطوارق قوم لا يمكن معرفتهم من خلال القراءة عنهم بل لا بد من معايشتهم لما يمتلكونه من مخزون ثقافي غني في العادات والتقاليد والتراث لا يوجد أبداً.. إلا لديهم..
تسميتهم بالطوارق
اختلف المؤرخون في تسمية الطوارق بهذا الاسم، ولما غاب عنهم مصدر التسمية بدأوا يتكهنون، فمن قال إن سبب تسميتهم بالطوارق نسبة إلى طروقهم الصحراء وتوغلهم فيها، وهناك من قال إن سبب التسمية هو انتسابهم إلى طارق بن زياد.
والطوارق من القبائل البربرية التي استوطنت منذ القدم بالجزائر، فهم أنشأوا أول حضارة عبر التاريخ القديم على ضفاف بحيرات الصحراء الكبرى.هم في أرضهم الأم.. أرض بداوتهم وفقرهم وثورتهم.. وتسجلت من خلال حفل غنائي درامي حكوا فيه أجمل ما يكون عن حياتهم اليومية وأشجانهم وأحزانهم وبطولاتهم.
بحر من الزرقة كان أهل القبيلة وهم ملثمون بخمارات زرق أثناء جلوسهم على الرمل، بينما تحفهم من ناحيتي الشمال والجنوب جبال ذات صخور قاسية سوداء اضاءت أعاليها ورؤسها كوكبة من النجوم الساطعات لم ينتبه لبريقها أحد، فالكل منهمك ومستغرق بكل مشاعره مع الرقص البديع متناسين الجالسين حتى لهيب ورياح الصحراء.
في عمق ديار الطوارق في (تمنراست) التي هي واحد من بين الأقاليم الأربعة التابعة لمملكة الهقار القديمة التي حكمت الصحراء الوسطى ذات يوم، أما حديثاً فتفرقت أقاليمها إلى (هوقار، اير، تيزي، ادلار)، وأصبح كل واحد منها مستقلاً عن الآخر وتابعاً أما للجزائر أو النيجر أو ليبيا أو موريتانيا أو مالي.. ومع أن الكثير من الطوارق كيفوا أنفسهم على هذا الوضع الجديد إلا أن طوارقة الهقار أبعد من يسلكوا هذا النحو، فقد مر إقليمهم خلال العقود الخمسة الأخيرة تقلب ما بين نضال ضد المستعمر الفرنسي، وتمرد ضد السلطة من أجل توزيع عادل للثروة أسوة بمواطنيهم بالشمال.
هذا الحفل جرى في عمق الإقليم الجنوبي من الجزائر، ونرى فيه استرجاعاً لماضي (الاسيهار) وهو التجمع السنوي للطوارق منذ أيام عز مملكتهم ومجدها التليد.
الطوارق ينظرون إلى المرأة نظرة أكثر احتراماً فهم يقدرونها بينما ينظر إليها غيرهم على أنها شيء ثانوي ليست لها حرية الكلمة أو الرأي، والبعض الآخر يخرجها إلى العمل في المزارع أو الرعي وجمع الحطب علاوة على عملها المنزلي، وهو ما لم يحدث عند مجتمع الطوارق.
ومما ينفرد به المجتمع الطارقي عن غيره من المجتمعات البدوية، منها على سبيل المثال أن الشاب الطارقي لما يصل إلى سن البلوغ، له الحق في حضور حفل المحادثة أو المقابلة، حيث يكون هناك اختلاط بين الرجال والنساء، وربما يحدث التعارف الذي يعقبه الغناء والرقص والموسيقى، في حين نرى هذه العادات غير موجودة في أماكن بدوية أخرى، يذهب فيها الناس إلى معاييرهم العرفية الخاصة، بل وربما اعتبروا هذه العادة الطارقية من التقاليد المحرمة.
للطوارق إذاً خصوصيات سلوكية لا يتأتى ادراكها إلا بمعايشتهم والاختلاط بهم بل أنها تختلف حتى باختلاف بيئتهم الطبيعية الشاسعة فطارقي «توات» مثلا يختلف عن طارقي «تمنراست» في سرعة الغضب بسبب اختلاف درجة الحرارة بين المنطقتين.
اللثام
وهو من العادات التي يتميز بها الطوارق وهو عبارة عن عمامة توضع بطريقة خاصة حسب طول وعرض معينين لتغطية الرأس والفم تماماً، بحيث لا تبقى إلا العينان.
واللثام عادة لا يلبسه إلا الرجال الأغنياء والنبلاء عندهم فهو مقدس، وإن كان الناس قد تخلوا عنه بعد انتشار المدارس وذهاب أجيال من الشباب إلى العاصمة وأصبحوا مثل بقية الجزائريين في الشمال.
واللثام حصر على الرجال، فالنساء كاشفات الوجه وهذا ما يعطي للطوارق تميز ينفردون به عن غيرهم.
ما سبب اللثام
الواقع أن هناك أقوالاً كثيرة حاولت تفسير هذه الظاهرة فمنها من يقول إن ذلك راجع إلى سعي الطارقي لدرء قساوة العوامل الطبيعية من رياح وهواء ساخن أو بارد، ولكننا وجدنا هنا أن النساء لا يضعنه بالرغم من تعرضهن لنفس العوامل، ثم إن الرجال يتلثمون حتى داخل البيوت.
وهناك من يقول إن اللثام قصة أخرى تتمثل في أن العدو أغار عليهم مرة وكان الرجال يواصلون ترحالهم، فخرجت النساء للأعداء ملثمات في زي رجال ومعهن الشيوخ لوهم العدو بأنهم كثيرون في العدد، فاستطعن دحره.. ومن يومها واللثام يوضع على فم الرجال تعبيراً عن مدى الخزي والعار الذي لحق برجال الطوارق.
والطوارق يختارون القماش الشفاف للثام حتى يسطيعوا التنفس بيسر، وهذا التقليد لا يشرع الطارقي في استعماله إلا عندما يبلغ سن العشرين حيث تقام الاحتفالات الكبيرة على شرف الشباب الذين وضعوا اللثام..
حضرت حفلاً لتنصيب شاباً للعمامة واللثام.. هذا الشاب يدعى محمد علال، فعندما وصلنا المنزل وجدنا شبيبة يقدر عددهم بالعشرين يحيطون به إضافة إلى الحضور من النساء والأطفال والرجال جميعهم يحيون حفلة غناء ورقص وقرع طبول يتخللها ولائم متنوعة تعكس غنى المطبخ الطارقي.
واستمر الحاضرون يستمتعون بمختلف أنواع الفنون الموسيقية والأهازيج والرقصات والقصائد المغناة المشبعة بفن (التاكمبا) أو (الخميسة) وهو حديث قادم من بلاد السودان.
ولا يرقص على أنغامه إلا الشبان والشبات من العزاب، في رقصات هادئة، ثم يتركون المكان لثلاثة آخرين، وهكذا توالت السهرة الليلية، حيث انتهى الحفل، الذي هو أكثر من فرصة للتعارف والأمل حتى يكون جميعهم قد رقصوا وطربوا فرحاً.
ولا يسمح الطارقي لأي أحد أن يرى وجهه حتى أهله وأقرب الأصدقاء له ويظل اللثام على وجهه طوال النهار وبالليل كذلك، وربما عند النوم، وأثناء تناول الطعام يكشف الملثم عن فمه لتناول الأكل ومنهم من يرفع اللثام ويضع الطعام ثم يمضغ، وربما يأخذ جانباً بعيداً عن الناس حتى لا يراه أحد.
وبالرغم من أن اللثام يخفي الوجه إلا أن الطوارق يعرفون بعضهم بسرعة بالرغم من أن الإنسان لا يعرف الآخرين من بعيد إلا عندما يكشفون عن عيونهم أو أفواههم، ولكن هؤلاء ثبت أنهم يعرفون بعضهم حتى فوق ظهور الإبل من بعيد..
ونحن نسير في عمق الصحراء وعلى بعد ثلاثة كيلو تقريباً وجدنا ملثمين يقفون على أعتاب خيمة.. ونحن كذلك قال طارقي معنا ان هؤلاء من نفس قبيلتنا وهم فلان وفلان وفلان.. وفعلاً لم يخطئ ويرجع هذا إلى فراستهم في معرفة الأكتاف والظهور.
اتمنى ان المضوع قداعجبكم
وتعرفتم علىمنطقة من مناطق الحراءالمشهورة عالميا
والغريب ان الصحراء معروفة فقط بالكثبان الرملية
لكن سبحان الله في هده الصحراء كل شيء موجود ومتناسق الرمال
الرمال الصخور وانابيع المياه وكثافة الاشجاروكل انواع الحيوانات
بقية فقط الاهتمام اكثربالمطقة وتوفير الوسائل الازدهار
ولوان الانسان العربي لا يعير اهتمام لمثل هده الاثار العالمية
الموجودة ربما لان اشعة الشمس احرقته ومل منها .
عكس الغرب تجدهم يتسابقون لتعرف عليها عن قرب في كل مكان
هدا ان دل على شيء انما يدل على كثرت اطلاعهم وقراءاتهم
ونشوقهم لرأية الصحراء والرمال الدهبية والشمس الحارقة
تحياتي
عسل الشفاء
[/center]
ولاية تمنراست
تمنراست المدينة الساحرة
تقع مدينة تمنراست السياحية على بعد 2000 كلم جنوب العاصمة الجزائر، مناخها جاف صحراوي وتشتهر بجمال طبيعتها وآثارها التي تعود إلى قرون خلت، سكانها الأصليون هم التوارق، وبها أجمل غروب للشمس في العالم (بمنطقة اسكرام)
وأكبر متحف طبيعي في العالم (الطاسيلي).
الهقار والطاسيلي
تعتبر هاتان المنطقتان متحفين طبيعيين وصنفتهما منظمة اليونسكو في قائمة التراث العالمي. والهقار حيث القمم ترتفع الى 3000 متر مقصد رئيسي للسياح الباحثين عن متعة المغامرة بين ممراتها الصخرية الملساء وحيث الرسوم والنقوش الأثرية التي تنبئ عن طريقة حياة انسان تلك المنطقة قبل نحو خمسة آلاف سنة .
يهيم أهل الطوارق ويعيشون في جزء من الصحراء الافريقية الكبرى يعرف باسم منطقة ازواد التي تستقطب عددا كبيرا من السياح الاجانب لا سيما الالمان التواقين لاكتشاف جمال وسحر الصحراء في القارة الافريقية السمراء.
يقطع السياح مساحات شاسعة للوصول الى الصحراء وبالتحديد الى منطقة الاهقار حيث تنطلق الرحلة من العاصمة الجزائر الى ولاية تمنراست عاصمة المنطقة الصحراوية الجزائرية، وتستغرق الرحلة حوالي ساعتين ونصف الساعة في الطائرة، أي المدة نفسها التي تستغرقها الرحلة من لندن الى العاصمة الجزائرية على سبيل المثال.
ويوجد في تمنراست فندق «تاهات» الشهير الذي يعد قبلة السياح الاجانب ينطلقون منه عادة في رحلاتهم في عمق الصحراء، أما اذا كنت من محبي المغامرات واختبار الصحراء بكل سحرها وجمالها يمكنك البقاء في المخيمات التي تنتشر بكثرة في أطراف المدينة، ويملكها أصحاب الوكالات السياحية الذين ينظمون الرحلات الصحراوية التي تعرف اليوم باسم ال«سفاري»، ويمكن للمقيمين في الخيم التمتع بتنظيم حفلات شوي اللحم على الجمر على طريقة «الباربكيو» كما تسمي عندهم " الميناما " في الهواء الطلق، والاستمتاع بشرب الشاي.
وتقوم وكالات السفر والسياحة بتنظيم الرحلات مع تأمين سيارات رباعية الدفع تناسب طبيعة الصحراء ويؤمنون المياه في قَِرب مصنوعة من جلد الجمال والبعير، بالاضافة الى تأمين الخيم الصغيرة والمؤن الغذائية.
غالبا ما تكون الرحلة الى الصحراء الجزائرية طويلة الامد تستمر لعدة أيام، يستمتع خلالها المسافر بتفسيرات المرشدين السياحيين الذين يقدمون المعلومات اللازمة، وهم من الطوارق، ويعرفون الصحراء شبرا بشبر. وينصح دائما بعدم التجول لمسافة بعيدة في الارجاء الصحراوية من دون مرافقة الدليل السياحي، بحيث أنه من السهل أن تضيع في الصحراء.
* تقام في مدينة تمنراست عدة احتفالات منها عيد الربيع يتمتع السائح خلاله بسباق الجمال الذي ينظمه الطوارق بالاضافة الى السهرات وتقديم الاغاني التقليدية التي تحكي عن الصحراء والحب والربيع ترافقها سهرات فولكلورية من بينها رقصة «شروا» التي تتخذ شكل مبارزة يؤديها شبان بلباس مميز وتهدف الى التدرب على استخدام السيف وتمرين العضلات، ويقوم الطوارق الملثمون بتأدية رقصة العرس، حيث تصطف مجموعة من الجمال تنطلق من مسافة بعيدة وتجري متلاصقة بسرعة كبيرة، فيما تنطلق مجموعة أخرى مشابهة من الطرف الاخر وتتقاطع المجموعتان في شكل يخيل للناظر انهما حتما تتجهان الى الاصطدام، لكنهما تتفاديان ذلك بمهارة فائقة. ويرافق الرقصة أو المبارزة عزف على التندي والامزاد.
هذا السوق الشهير بمدينة تمنراست ويسمي اسيهار وهو يحتضن كل سنة معرض تباع فيه انواع اللبسة التقليدية واشياء متنوعة
من كل دول العالم
[center]
الرجل الازرق
نذهب إلى عمق الجنوب الجزائري، في ولاية تمنراست على الحدود المالية والنيجيرية.. لنحاكي آخر سلالة ملوك الصحراء.. إنهم الطوارق.. الطوارق الذين نقشوا مجدهم التليد على صخور قاسية صلبة كما تحملها طبيعة أراضيهم الوعرة.. لتصبح الحالة الطارقية ظاهرة ثقافية فريدة من نوعها.. مغروسة في أطناب.. أطناب صحرائهم الشاسعة.
فرغم قساوة المناخ وصعوبة التضاريس إلا أن الطوارق استطاعوا بعزيمة وإصرار وعلى مر العصور مقاومة هذا ليبقوا صامدين في قلب الصحراء.. كما هي جبالهم الشماء.. فهم من حملوا المجاديف ليس لغوص البحار والمحيطات وإنما الصحاري والقفار ليسطروا ملحمة عنوانها بقاء الحضارة الإنسانية، رغم كل الظروف!!
فالطوارق قوم لا يمكن معرفتهم من خلال القراءة عنهم بل لا بد من معايشتهم لما يمتلكونه من مخزون ثقافي غني في العادات والتقاليد والتراث لا يوجد أبداً.. إلا لديهم..
تسميتهم بالطوارق
اختلف المؤرخون في تسمية الطوارق بهذا الاسم، ولما غاب عنهم مصدر التسمية بدأوا يتكهنون، فمن قال إن سبب تسميتهم بالطوارق نسبة إلى طروقهم الصحراء وتوغلهم فيها، وهناك من قال إن سبب التسمية هو انتسابهم إلى طارق بن زياد.
والطوارق من القبائل البربرية التي استوطنت منذ القدم بالجزائر، فهم أنشأوا أول حضارة عبر التاريخ القديم على ضفاف بحيرات الصحراء الكبرى.
بحر من الزرقة كان أهل القبيلة وهم ملثمون بخمارات زرق أثناء جلوسهم على الرمل، بينما تحفهم من ناحيتي الشمال والجنوب جبال ذات صخور قاسية سوداء اضاءت أعاليها ورؤسها كوكبة من النجوم الساطعات لم ينتبه لبريقها أحد، فالكل منهمك ومستغرق بكل مشاعره مع الرقص البديع متناسين الجالسين حتى لهيب ورياح الصحراء.
في عمق ديار الطوارق في (تمنراست) التي هي واحد من بين الأقاليم الأربعة التابعة لمملكة الهقار القديمة التي حكمت الصحراء الوسطى ذات يوم، أما حديثاً فتفرقت أقاليمها إلى (هوقار، اير، تيزي، ادلار)، وأصبح كل واحد منها مستقلاً عن الآخر وتابعاً أما للجزائر أو النيجر أو ليبيا أو موريتانيا أو مالي.. ومع أن الكثير من الطوارق كيفوا أنفسهم على هذا الوضع الجديد إلا أن طوارقة الهقار أبعد من يسلكوا هذا النحو، فقد مر إقليمهم خلال العقود الخمسة الأخيرة تقلب ما بين نضال ضد المستعمر الفرنسي، وتمرد ضد السلطة من أجل توزيع عادل للثروة أسوة بمواطنيهم بالشمال.
هذا الحفل جرى في عمق الإقليم الجنوبي من الجزائر، ونرى فيه استرجاعاً لماضي (الاسيهار) وهو التجمع السنوي للطوارق منذ أيام عز مملكتهم ومجدها التليد.
الطوارق ينظرون إلى المرأة نظرة أكثر احتراماً فهم يقدرونها بينما ينظر إليها غيرهم على أنها شيء ثانوي ليست لها حرية الكلمة أو الرأي، والبعض الآخر يخرجها إلى العمل في المزارع أو الرعي وجمع الحطب علاوة على عملها المنزلي، وهو ما لم يحدث عند مجتمع الطوارق.
ومما ينفرد به المجتمع الطارقي عن غيره من المجتمعات البدوية، منها على سبيل المثال أن الشاب الطارقي لما يصل إلى سن البلوغ، له الحق في حضور حفل المحادثة أو المقابلة، حيث يكون هناك اختلاط بين الرجال والنساء، وربما يحدث التعارف الذي يعقبه الغناء والرقص والموسيقى، في حين نرى هذه العادات غير موجودة في أماكن بدوية أخرى، يذهب فيها الناس إلى معاييرهم العرفية الخاصة، بل وربما اعتبروا هذه العادة الطارقية من التقاليد المحرمة.
للطوارق إذاً خصوصيات سلوكية لا يتأتى ادراكها إلا بمعايشتهم والاختلاط بهم بل أنها تختلف حتى باختلاف بيئتهم الطبيعية الشاسعة فطارقي «توات» مثلا يختلف عن طارقي «تمنراست» في سرعة الغضب بسبب اختلاف درجة الحرارة بين المنطقتين.
اللثام
وهو من العادات التي يتميز بها الطوارق وهو عبارة عن عمامة توضع بطريقة خاصة حسب طول وعرض معينين لتغطية الرأس والفم تماماً، بحيث لا تبقى إلا العينان.
واللثام عادة لا يلبسه إلا الرجال الأغنياء والنبلاء عندهم فهو مقدس، وإن كان الناس قد تخلوا عنه بعد انتشار المدارس وذهاب أجيال من الشباب إلى العاصمة وأصبحوا مثل بقية الجزائريين في الشمال.
واللثام حصر على الرجال، فالنساء كاشفات الوجه وهذا ما يعطي للطوارق تميز ينفردون به عن غيرهم.
ما سبب اللثام
الواقع أن هناك أقوالاً كثيرة حاولت تفسير هذه الظاهرة فمنها من يقول إن ذلك راجع إلى سعي الطارقي لدرء قساوة العوامل الطبيعية من رياح وهواء ساخن أو بارد، ولكننا وجدنا هنا أن النساء لا يضعنه بالرغم من تعرضهن لنفس العوامل، ثم إن الرجال يتلثمون حتى داخل البيوت.
وهناك من يقول إن اللثام قصة أخرى تتمثل في أن العدو أغار عليهم مرة وكان الرجال يواصلون ترحالهم، فخرجت النساء للأعداء ملثمات في زي رجال ومعهن الشيوخ لوهم العدو بأنهم كثيرون في العدد، فاستطعن دحره.. ومن يومها واللثام يوضع على فم الرجال تعبيراً عن مدى الخزي والعار الذي لحق برجال الطوارق.
والطوارق يختارون القماش الشفاف للثام حتى يسطيعوا التنفس بيسر، وهذا التقليد لا يشرع الطارقي في استعماله إلا عندما يبلغ سن العشرين حيث تقام الاحتفالات الكبيرة على شرف الشباب الذين وضعوا اللثام..
حضرت حفلاً لتنصيب شاباً للعمامة واللثام.. هذا الشاب يدعى محمد علال، فعندما وصلنا المنزل وجدنا شبيبة يقدر عددهم بالعشرين يحيطون به إضافة إلى الحضور من النساء والأطفال والرجال جميعهم يحيون حفلة غناء ورقص وقرع طبول يتخللها ولائم متنوعة تعكس غنى المطبخ الطارقي.
واستمر الحاضرون يستمتعون بمختلف أنواع الفنون الموسيقية والأهازيج والرقصات والقصائد المغناة المشبعة بفن (التاكمبا) أو (الخميسة) وهو حديث قادم من بلاد السودان.
ولا يرقص على أنغامه إلا الشبان والشبات من العزاب، في رقصات هادئة، ثم يتركون المكان لثلاثة آخرين، وهكذا توالت السهرة الليلية، حيث انتهى الحفل، الذي هو أكثر من فرصة للتعارف والأمل حتى يكون جميعهم قد رقصوا وطربوا فرحاً.
ولا يسمح الطارقي لأي أحد أن يرى وجهه حتى أهله وأقرب الأصدقاء له ويظل اللثام على وجهه طوال النهار وبالليل كذلك، وربما عند النوم، وأثناء تناول الطعام يكشف الملثم عن فمه لتناول الأكل ومنهم من يرفع اللثام ويضع الطعام ثم يمضغ، وربما يأخذ جانباً بعيداً عن الناس حتى لا يراه أحد.
وبالرغم من أن اللثام يخفي الوجه إلا أن الطوارق يعرفون بعضهم بسرعة بالرغم من أن الإنسان لا يعرف الآخرين من بعيد إلا عندما يكشفون عن عيونهم أو أفواههم، ولكن هؤلاء ثبت أنهم يعرفون بعضهم حتى فوق ظهور الإبل من بعيد..
ونحن نسير في عمق الصحراء وعلى بعد ثلاثة كيلو تقريباً وجدنا ملثمين يقفون على أعتاب خيمة.. ونحن كذلك قال طارقي معنا ان هؤلاء من نفس قبيلتنا وهم فلان وفلان وفلان.. وفعلاً لم يخطئ ويرجع هذا إلى فراستهم في معرفة الأكتاف والظهور.
اتمنى ان المضوع قداعجبكم
وتعرفتم علىمنطقة من مناطق الحراءالمشهورة عالميا
والغريب ان الصحراء معروفة فقط بالكثبان الرملية
لكن سبحان الله في هده الصحراء كل شيء موجود ومتناسق الرمال
الرمال الصخور وانابيع المياه وكثافة الاشجاروكل انواع الحيوانات
بقية فقط الاهتمام اكثربالمطقة وتوفير الوسائل الازدهار
ولوان الانسان العربي لا يعير اهتمام لمثل هده الاثار العالمية
الموجودة ربما لان اشعة الشمس احرقته ومل منها .
عكس الغرب تجدهم يتسابقون لتعرف عليها عن قرب في كل مكان
هدا ان دل على شيء انما يدل على كثرت اطلاعهم وقراءاتهم
ونشوقهم لرأية الصحراء والرمال الدهبية والشمس الحارقة
تحياتي
عسل الشفاء